المشاركات

عرض المشاركات من 2015

الأرض تشعر بالوحدة

صورة
أحياناً أتسأل هل تشعر الأرض بالوحدة, مع كل ذلك الضجيج بداخلها هل تريد أن تُسمِع أحدهم صوتها, هل تريد أن تصرخ ويرد على صراخها صوت من الفضاء, أن تبوح بكل تلك الأسرار المكبوتة بداخلها ... هل أرضنا وحيدة؟ هل أنتي وحيدة يا أرضنا المسكينة؟ أتريدين أن تتبعي ضوء الشمس وتحرقي به جانبك المظلم؟ أتريدين أن تمسكي بوجه القمر وتقبليه كما لو أنه آخر شيء تفعلينه, ثم تجدين من تخونينه معه؟ هل أنتي وحيدة يا عزيزتي الأرض؟ لا تجدين من يبادلك الحديث؟ من تغفين بجانبه وأنتي تتمتمين بأكثر أفكارك غرابة! هل تشعرين بالرغبة في السُكر, في الرقص بغضب, ثم النوم في زاوية مظلمة من هذا الفضاء؟ لا تفكرين بنا ولا بأجسادنا الضعيفة وحاجاتنا للضوء والحرارة, فقط أنتي ووحدتك القاتلة تحتضنان بعضاً في الظلمة, حيث تسكبين حزنك داخل الثقوب السوداء وتأملين أن تأخذه بعيداً عنك. أنا أشعر بالأسى حيالك ... ولا أعلم هل سيشعرك بأنك أفضل حالاً أن أخبرك بأنني أحبك, وبأنني لا أريد أن أخطو خطوة واحدة بعيداً عنك, ولو فعلت فذلك لأنظر إليك من بعيد وأنتي ربما تغطين في النوم, مع كل تلك الأضواء التي زرعناها على وجنتيك,

العالم يهمس لي

صورة
تسألني لماذا أنا هكذا؟ لماذا أشغل نفسي كثيراً بالتفكير في كل هذا؟ لماذا كل هذا؟ لم أعد واثقة من أي شيء يا عزيزي ... أفكاري مشوشة ... لست متأكدة إن كانت تأتي مباشرة من عقلي أم أن أحدهم غرسها بدهاء هناك ... أنا حتى لست متأكدة لماذا أحبك .. هل أنا حقاً أحبك؟ لست متأكدة أن كنت نوعي المفضل ... ربما أنت تشبه شخصاً عرض على التلفاز وقيل لنا أنه النوع المفضل للفتيات؟ ربما أنا لا أحبك لكنني قرأت في مكان ما أن الحب أمر جميل ... أمر نحتاجه ... ربما سمعت أن كل ما نحتاج إليه هو الحب ... من يدري من قال ذلك ... ولماذا قال ذلك ... وكيف صدقنا نحن ذلك ... الأجناس الخاطئة يا نبض قلبي تتمتع بحق الحديث الجمهرة والاحتجاج ... ونحن نسمع ونشاهد ونموت كثيراً يا حبيبي العالم لم يعد مكان مريح للعيش فيه ... لنتزوج ونرحل لمكان لا خوف فيه ولا موت ... غنى أحدهم الجملة الأخيرة في وقت ما لكني فقط نسيت اسمه ... أهذا اقتباس يا نظري .. أم لعله يا روحي الزهايمر ... أتريد أن أتحدث عن شيء آخر .. ربما الدراسة ... أتريد بضع نصائح في الترجمة .. أتريد أن أشكو لك من الدكتور " ... "

ماتت جدتي

صورة
ماتت جدتي قبل أسبوعين ماتت جدتي ... لم أكن يوما أكيدة من مشاعري تجاه جدتي ... ربما تخيلت موتها عدة مرات في الماضي لكني لست متأكدة إن كنت تخيلت كيف ستكون الحياة بعد ذلك ... كيف سيكون كل شيء بعد ان ترحل جدتي التي كانت حياتنا تدار بطريقة خفية حول ما تريد ... مشاعري تجاه الكثيرين وعلاقات عائلتنا ببعضها حددتها جدتي بطريقة أو بأخرى .. . ويبقى السؤال الآن وقد رحلت كيف ستكون حياتنا بعدها وأرجو أن لا نكون قد عشنا كل ذلك الوقت مخدوعين بما صادف أنا عرفناه عنها قبل رحيلها ثم لا تلبث حياتنا أن تستمر كما كانت دائما وأبدا .. لم اواجه مشاعري الحقيقة تجاهها من قبل لكني أشتاق الآن لها ... وأحيانا أبكي في جوف الليل على فراقها أو ربما لأكون أكثر صدقاً على حقيقة أنها أصبحت تحت التراب في عالم المختلف ... زرناها في اليوم السابق لوفاتها ... وتوفيت في فجر اليوم التالي ... كانت حالتها تزداد سوءاً كل يوم منذ بضعة أشهر أو ربما منذ بداية العام ثم تراكم عمرها المديد فوقها وتركها نحيلة جداً وإن كانت دائما نحيلة إلا أن آخر بضعة مرات رأيتها فيها كانت كما لو أنها رقعة من الجلد الممدد على عجا

الإنتقال عبر الزمن

صورة
الإنتقال عبر الزمن ... بالنسبة لي كانت رغبة للهروب من هذا الزمان المظطرب ... فرصة قد لا أحظى بها لأنجو من فتنه وجنونه ... كنت لأختار بلا تردد أن أعود لأيام الرسول صلوات ربي وسلامه عليه ... لكني أعتقد أنه لو كان للإنتقال عبر الزمن قوانين لكان أحدها " يمنع منعا باتا العودة لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم " ربما سيكون ذلك نوع من ضمان المساواة ... لكن ماذا لو أنني عدت ثم كنت من الكفار ... أي خسارة ستوازي هكذا خسارة وأي شقاء سيكون ندا لهكذا شقاء ... خياري الثاني ماكان ليتجاوز أول قرن من هجرته عليه افضل الصلاة وأزكى السلام ... كنت لأعود لذاك الزمان وقت ما كان كل شيء كما ينبغي له أن يكون ... وقت عزة وسلام ... أكره الأيام الماطرة _ وأستغفر الله أن يكون هذا تكبر على نعمه له الحمد والشكر _ وأكرهها أكثر عندما تكون داخل البيوت ...  عندما يكون الحال كذلك فإن الإنتقال عبر الزمن يأخذ منحى مختلف ... تصبح كل رغبتي هي أن اقفز ساعة أو ساعتين للمستقبل أو ربما أقفز للساعة التي يخلد فيها الجميع للنوم أو على الأقل يتظاهرون بأنهم نيام ... أو ربما سأقفز للصباح أو نهاية الأسبو

فرن بارد

صورة
في مطبخ لم تسمعوا عنه من قبل يقف فرن كبير قديم يغطي الصدأ قلبه المهجور ... كان في وقت ما يشارك القلوب الأخرى سعادته على شكل مخبوزات طيبة أو لعله كان يفعل ذلك في أحلامه .. ففي الواقع لم يسبق له أن جرب شعور الأفران الأخرى عندما تنجح في جعل الخبز اللازانيا والكعك تسافر عبر الصحون إلى القلوب .. عندما فتح عينيه في بيته الجديد قررت مالكته الأولى والوحيدة أن تجرب صنع بعض البسكويت .... أن توسخ يديها بالعجين وتبدو كامرأة حقيقية ... تقلب صفحات كتب الطبخ العتيقة التي لا تذكر من أين حصلت عليها ولا متى ... وتستخدم مريلة المطبخ لغير غسل الصحون ... تحرك عضلات نسيت كيف تحركها منذ أن توقفت عن اللعب بالطين ... وتستخدم ذلك الشيء الموجود منذ الأزل في مطبخها ... ذلك الشيء الذي تستخدمه النساء لضرب الرجال في الأفلام ... نسيتْ أسمه أو ربما لم تعرف أسمه قط لكنهم يدعونه النشاب ... أنهت تشكيل البسكويت وصفه في صينية الخبز لكنها نسيت تسخين الفرن الجديد ... ففتحت الباب وأمسكت بعلبة أعواد الكبريت ... أشعلت العود الأول وأمسكت مفتاح الغاز لإشعال النار في الفرن من الأسفل ... قربت العود وقبل أن تدي

أمي

صورة
لا أعرف أين بالضبط توقفت عن كوني صغيرة ولصيقة بأمي ... عندما أمر على الصفحات الأكثر قدماً في ذاكرتي ــ وأنا لا أحب فعل ذلك عادةً ــ لا يسعني إلا التوقف عند ذكرياتي الجميلة مع أمي ... وهي تعلمني الصلاة ... تصلي معي ... تمرر أصبعها الإبهام على مفاصل أصابع يدها اليمنى بعد الصلاة ... عباءة صلاتها القديمة وسجادتها الخضراء العتيقة ... لا أذكر متى توقفنا عن الصلاة معاً أكان ذلك قبل ولادة أختي مجد أم بعدها ... ربما بعدها أذكر أنني كنت ألح عليها أن تصلي معي كما كنا نفعل ووقتها أخبرتني بأن النساء الاتي تلد لا تصلي لأربعين يوماً وهكذا توقفنا عن الصلاة معاً ... أتذكر الصباحات المشرقة التي تأخذني فيها لزيارة الجيران وأحواشهم الكبيرة بحيطانها الباهتة ... شطائر البطاطا والباذنجان والكوسة المقلية مع القليل من المايونيز التي تعدها لي في عصريات الصيف الطويلة ... وليالي العيد الأولى التي تخضب فيها أصابعي بالحناء ... العالم وقتها كان أنا وأمي والقليل من أكاذيب أختي دلال ... أذكر عندما أخبرتني دلال بأن شعري سيستمر بالنمو حتى يغطي جبيني بأكمله وعندما أخبرت أمي وقد تملكني الخوف أخبرتني