الإنتقال عبر الزمن





الإنتقال عبر الزمن ... بالنسبة لي كانت رغبة للهروب من هذا الزمان المظطرب ... فرصة قد لا أحظى بها لأنجو من فتنه وجنونه ...

كنت لأختار بلا تردد أن أعود لأيام الرسول صلوات ربي وسلامه عليه ... لكني أعتقد أنه لو كان للإنتقال عبر الزمن قوانين لكان أحدها " يمنع منعا باتا العودة لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم " ربما سيكون ذلك نوع من ضمان المساواة ... لكن ماذا لو أنني عدت ثم كنت من الكفار ... أي خسارة ستوازي هكذا خسارة وأي شقاء سيكون ندا لهكذا شقاء ...

خياري الثاني ماكان ليتجاوز أول قرن من هجرته عليه افضل الصلاة وأزكى السلام ... كنت لأعود لذاك الزمان وقت ما كان كل شيء كما ينبغي له أن يكون ... وقت عزة وسلام ...

أكره الأيام الماطرة _ وأستغفر الله أن يكون هذا تكبر على نعمه له الحمد والشكر _ وأكرهها أكثر عندما تكون داخل البيوت ...  عندما يكون الحال كذلك فإن الإنتقال عبر الزمن يأخذ منحى مختلف ... تصبح كل رغبتي هي أن اقفز ساعة أو ساعتين للمستقبل أو ربما أقفز للساعة التي يخلد فيها الجميع للنوم أو على الأقل يتظاهرون بأنهم نيام ... أو ربما سأقفز للصباح أو نهاية الأسبوع ... المهم أن أهرب من هذا الجو المكفهر ...

أعتقد أن هذا أكثر ما أجيده ... الهروب ... لقد وجدت أن غسل الأطباق ليس كما يدعون مهدئ ومريح بل عذر جيد جدا لحبس نفسي في المطبخ أغلاق الباب والانشغال بالاستماع لكل افكاري التي لا تهدء عوضا عن أي كان ما يحدث في الخارج ...

الأمر ليس سهلا ... ليس كذلك عندما يكون تصميم المنزل بمكان يسمح للجميع أن يسمع الجميع ... ما يسمح لفكرة الإنتقال عبر الزمن أن تكون مجدية أكثر ومنطقية رغم كل الشكوك ...

في فيلم click لآدم ساندلر يُعطى البطل الفرصة للقفز عبر الزمن وتجاوز جداله مع زوجته وما إلى ذلك ... لكنه يفرط في إستخدام هذه الفرصة والتي كانت على شكل جهاز تحكم ... فينتهي به الحال عجوز سمين وحيد ومطلَق ... ينتهى الفيلم به يتعلم من خطأه ويُعطى فرصة أخرى لا يوجد بها فرص للقفز عبر الزمن ...

في كل مرة أتذكر هذا الفيلم أدرك ولا شك بأنني لو أعطيت الفرصة لتجاوز بضع ساعات من الجنون في كل مرة تمطر داخل منزلنا لربما فقدت صوابي وتجاوزت ماهو أكثر ... المواعيد النهائية لتسليم الواجبات ... الإختبارات ... الجمعات الثقيلة ... جدالاتي مع أمي ... مع أخوتي ... الإيام التي أصاب فيها بالإمساك أو بالكحة ... وغيرها الكثير فالحياة بطبيعتها كومة من الإختبارات ... الحياة هكذا وكلما بكرنا بتقبل هذه الحقيقة كل ما أصبحت الأيام أفضل حتى الهائجة منها ...

أفكر أحياننا لو أننا ندرك كيف سيكون غدا أكنا لنرتاح اليوم؟ ... مذا لو كان اليوم سعيدا وغدا سيء أكنا لنفرح اليوم؟ ... أو مذا لو كان اليوم سيء وغدا أسوء أكنا لنحتفظ برباطة الجأش؟ .. أكنا لنصبر ونحتسب لو عرفنا أن الشهر كله سيكون سيء؟ ... يمكننا فقط أن نتوقع أن غداً قد يكون صعباً وعليه فاليوم أفضل حتماً ... أو يمكننا أن نتفهم الحياة وأن الدنيا دار صعبة لكنها حتما تحمل أشياء جميلة ... بسيطة أحيانا كثيرة لكنها حتما جميلة ...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!