المشاركات

عرض المشاركات من 2014

خريطة فارغة

أنا أبحث عن جروحي, أعبث بها, أريدها أن تنزف. لا تستغرب, قال أحدهم أن الإبداع ينبع من الحزن, أنا لست حزينة, لست سعيدة لكني حتماً لست حزينة, لذلك أنا أحاول أن أسترجع بعضا من أحزاني حتى أكتب شيء يستحق أن يقرأ, فأنا أبدو الآن كمن يتمرن على كتابة الكلمات لا أكثر. ماذا؟ أتريدني أن أتحدث عن الأمور السعيدة؟ أوه ألا تعرف؟ لقد أفسدت الأمر, كل ذكرياتي السعيدة خلال السنين الماضية أصبحت مؤلمة, لأنني بساطة لم أعد أواكب تطور الأشخاص الذين صنعوها معي, ويبدو أن بعضهم لا يتقبل الأمر. بطريقة ما وقعت من على الخريطة, أنا الآن أرسم خريطة خاصة بي لا تتضمن سواي, كل أولئك الأشخاص المميزين في حياتي حتماً خارجها. عندما سجلت الدخول لحياتهم لم أكن أعلم أنه سيتوجب علي بذل جهداً للبقاء فيها حتى بعد أن نصبح بعيدين جداً عن بعضنا, ظننت أن الأمر سيقتصر على اللحظات التي جمعتنا والأماكن التي ضمتنا, وحالما نفترق سنصبح ذكريات جميلة, وأشخاص عندما يستجد أمر في حياتنا, سيكون كل من عرفتهم ذكريات جميلة وأولئك المقربين كذلك, لكن عندما مثلا أتزوج سأخبرهم, سأدعوهم حتى, سأشاركهم حتما الخبر, لكن الأمر يبدو م

أنا وثمانون عاماً في انتظار الموت وثالثنا سجين المرايا...

صورة
في الفترة الماضية قرأت روايتان تعتبران باكورة روايات المؤلفين سعود السنعوسي وعبد المجيد الفياض, بدأت بثمانون عاما في انتظار الموت ثم توقفت طويلاً قبل أن أقرر أنه حان الوقت لأتعرف على سجين المرايا وأنا التي وقعت في غرام ساق البامبو, وبعدها عدت لأنهي الرواية الأولى ولعل السبب الرئيسي في عودتي أنها هدية من أختي العزيزة دلال. سأحاول أن أركز على النقاط التي أعجبتني في الروايتين وللعلم فقط كلتاهما لم تنالا استحساني, ولكني شعرت برغبة في الكتابة عنهما, ولأنني أخطو نحو الاعتراف بي ككاتبة فسأحاول دائماً أن أتجنب الحديث بشكل سلبي عن الكتب التي قرأتها, لا أريد أن ينتهي بي المطاف أقرأ مراجعات وتقييمات سلبية لكتاباتي, لذلك سأبدأ بنفسي J سأبدأ بسجين المرايا, الرواية عالم مثالي للاقتباسات, يمكنك بسهولة أن تجد الكثير والكثير من الحكم والجمل المنمقة والمشاعر المصاغة بشكل أنيق ومبهر, إنها محطة جيدة لمحبي الاقتباسات العاطفية. ساق البامبو أيضاً احتوت على اقتباسات جميلة لسعود السنعوسي, أعتقد أنه قادر بشكل لطيف أن يصوغ ما يدور بذهنه بطريقة جمالية, في سجين المرايا أتخم العمل بهذه العبارا

مختلفون متشابهون

صورة
منذ أن أصبحنا نعيش قي قرية واحدة وأصبحنا كلنا متشابهون, وأينما نظرت أجدنا نحاول جاهدين أن نصبح مختلفين, أن نصبح أنفسنا باختلافنا عن البقية. ومهما حاولنا فإننا نبقى متشابهين وأبعد ما يكون عن أنفسنا, نسخ عن كائنات أخرى, لعلها الآن تحاول أن تكون مختلفة في طرف القرية الآخر. لقد أصبح الاختلاف معتاد, والآن نحن كومة بشرية متشابهة بوجوه كثيرة وملامح مختلفة.  نعم أنا يائسة! فالاختلاف في هذه القرية أصبح هدفا يوحدنا جميعا, يحولنا شيئا فشيئا لأشباه مستنسخين. نجدف بيأس للهرب من هذا التطبع اللذي يجتاحنا, نريد أن نصل ليابسة ليس فيها سوانا, لكننا نجد الأرض مسكونة بالملايين والملايين, وكالملح نذوب في هذه الأمواج البشرية. نحاول أن نثور على ملوحة هذا العالم فنتسلق أكتاف بعضنا البعض, ونصعد على رؤوس أشباهنا _الأقل إثارة منا _ نحاول الوصول لمكان يخصنا, يعرفنا فيه الجميع, وتميزنا فيه الأنظار عن تلك الجموع البائسة. لكن هذه الجموع البائسة لا تكف عن ملاحقتنا, ونحن لا نكف عن ملاحقتها, متشابهون, بطريقة أو بأخرى جميعنا متشابهون. لا أدري أألوم الزمان الذي وصل بنا لهكذا محطة, أم ألوم ذكاء ج