المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٩

حفلة وداع

صورة
Saatchi Art Moral Painting By Seba Art Gallery - Moral Painting رأيته يحمل القمر والشمس في كفه، يقلبهما، يبرد الشمس بالقمر ويحرق القمر بالشمس. وحوله يرفرف ديك بقدمٍ واحدة، يقفز في دوائر، وذيله يشتعل نارًا، والشرر يتطاير في كل مكان، وهو يضحك ويبصق عليه. وخلفه النجوم مصطفات في صفوف متقابلة، يلعبون الخطوة الجنوبية، وقرود الرباح تطبل لهم على قدور الأرز الفارغة. كان رأسه يدور، مثل كرة أرضية، كان شماله يقطر وجنوبه يتبخر. وكانت عيناه بئران جافتان، عشعش الولع بين نطفها. كان يستقبل الضيوف على مقاعد من إبر، وكانت الإبر تجمع الدم في بطون الماعز، وترضع الحيات الحليب الأحمر، ثم تضع البيض العفن الذي يأكله الضيوف في موعد العشاء. كنا خمسين ألف، وكان خمسين خمسين ألف. كنا سود، وكان أزرق، مثل محيط. كنا مرضى، وكان قريبًا من الموت، وعَدَنا أنه سيموت، لكنه لم يكن صديق الموت المقرّب، ولم يكن الموت يحتاج واسطته. كانت المرايا تخدمنا، ولم تكن أشكالها تعجبنا، رغم أنها كانت طوال نحاف. ثم حضرت الجبال متأخرة، وانتثر صغارها في المكان، كسروا كل البيض، وحلبوا كل الماعز، واختبأت بينهم الحيات. ثم أعلن موعد

بكيني الأخلاقيات النسبية

صورة
في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول من برنامج Hello counselor [1] الكوري، وصلتهم رسالة من امرأة في الثلاثين متزوجة منذ 7 سنوات ولها بنتين، قبل زواجها كانت تعمل مدربة صحية وشاركت في عدد من مسابقات بناء الأجسام، ولكن بعد الزواج والإنجاب توقفت عن عملها، ومنذ سنتين عادت للاهتمام بلياقتها والتردد على النادي الرياضي، والآن تريد العودة للمشاركة في مسابقات بناء الأجسام في فئة البكيني. تتلخص مشكلتها في رفض زوجها مشاركتها في مسابقات بناء الأجسام، وتهديده بطردها من البيت إذا شاركت في أي منها، ولأنه لم يصارحها حقيقة بسبب رفضه -مع أنه لا يمانع ذهابها للنادي الرياضي- ولا يسمح لها بفتح الموضوع أو الحديث عنه، أرسلت مشكلتها للبرنامج أملًا بأن يقتنع بمناقشة الموضوع معها والإفصاح عن سبب رفضه وعناده. بعد عدة محاولات من المذيعين لاكتشاف السبب الحقيقي وراء رفضه لمشاركة زوجته في هذه المسابقات، اعترف بأنه لا يحب أن تظهر بالبكيني على المسرح وتستعرض جسدها على مرأى من الجميع. في مجتمع علماني مثل كوريا، خضع لتغيرات سريعة في المبادئ والأخلاق، بدى سببه لغالبية الحضور غير مقنع ولا يمكن تفهمه، لا سيما وأن

كنا نباتات

صورة
لقد كنا نباتات تطفو على سطح الماء، حتى قيل لنا أن هناك حاجة ملحة لأن نصبح بشرًا. قاومنا في البداية لكننا أخيرًا صرنا بشرًا. وقد كان الأمر مقرفًا، خاصة هذه الأيام. سمعت أن البشر الأوائل لم يكونوا بهذا السوء لكن الزمن طال على البقية وزاد معه جشعهم وحبهم للقتل والرذيلة. ليس بوسعنا فعل أي شيء حيال هذا، فمازلنا نتصرف أحيانًا مثل النباتات. كما تعلم الطبيعة لا تموت في الأصل بسهولة، إنها فقط تختبأ عميقًا بداخله. وهناك تزداد حدة حتى تخترقه وتخرج أخيرًا. سمعت إشاعة بأن الحاجة لنا انتهت لكني أشك في مصداقيتها فمازال يطلب منا أن نتصرف كبشر. ولا أدري حقًا من بالضبط على هذه الأرض يحق له أن يحدد كيف يفترض بالبشر أن يتصرفوا. لكني لا حظت أن الأقوى والأغنى هم من يحددون كيف يتصرف البشر، وغالبًا لا تبدو لي تصرفاتهم منطقية أو حتى بشرية لكن من أنا  لأحدد ما هو البشري حقًا. كل ما أعرفه أن حياتي عندما كنت نبتة كانت أسهل بكثير. كل ما عليك فعله هو العيش مثل بقية النباتات على سطح الماء. لا شيء خاص تقدمه لهم ولا توقعات منهم.  لكن البشر مختلفون يتوقعون من الجميع أن يقدم لهم شيء، وأسوء من ذلك أنهم يتوقعون م