المشاركات

عرض المشاركات من 2017

ماذا فعلت خلال السنوات الأربع الماضية

صورة
مرحباً! هل سبق لك وأن قرأت لي هنا في مدونتي؟ إن فعلت فعلى الأرجح بت تعرف أنني لا أكتب عن الفرح وأقواس المطر الملونة ولعل من أهم أسباب ذلك أنني غالباً تحت تأثير الكآبة.  وللكآبة غالباً السطوة العليا فهي تجد طريقاً أو أكثر لإقناعي بأنني لست جيدة كفاية في أي مجال أطرقه وأنني على الأغلب أضيع وقتي حلما أبدأ بفعل شيء أحبه وتقنعني بعبثية كل شيء بما في ذلك حياتي وكل ممارساتي وببساطة تقزم كل إنجازاتي. وفي سبيل الإنتفاض عليها سأحاول أن أسرد هنا ما أظن أنه يستحق أن يذكر ... فماذا فعلت خلال السنوات الأربع الماضية؟ أنهيت الجامعة بمعدل مرتفع في وقت قياسي بالنظر لأنني قضيت سنة كاملة منها في تخصص مختلف والذي تحب الكآبة أو ربما الشيطان أن يذكرني به ويسألني بجدية بالغة - لا تليق بالزمان الذي أنقضى منذ اتخذت القرار- " لماذا تركت ذلك التخصص؟" وغالباَ سيستضرف أحدهما ويسبني أو على الأقل سينعتني بالغبية. بعد أن تخرجت تطوعت في مركز ركن الحوار للدعوة الإلكترونية وأنهيت دورة مكثفة للدعوة باللغة الإنجليزية ثم عملت معهم لثلاثة أشهر ولا أبالغ عندما أقول أن العمل في مجال

عن الضياع

صورة
من بين كل الأصوات التي لا تريد سماعها صوتي يحدثك عن الضياع ..  تعرف أسمك جيداً، وعنوان بيتك، كما تحفظ أرقام أفراد عائلتك. تعرف أين ولدت، ومتى وأين ولدت أمك وأباك وحتى جدك، ولديك لمحة عن تاريخك. لكنك لا تعرف أين تجد الحقيقة ... ضائع أبداً في متاهات الأخبار ... تطرق كل الأبواب وتعير أذنك لكل الأراء، ولا تجدها أبدا ... من يخبأها عنك؟ ... من يغريها بالهروب بعيداً عنك؟ ... من يضللك لتفقد أثرها؟ ... ومتى ستجدها؟ ... أهي كائن أرضي؟ ... سماوي؟ أم بين البين؟ تُراها ولدت منذ الأزل في السماء على صفحات ماكان وماسيكون، ولما وطأت قدميها الأرض تلبسها البشر والشياطين على حد سواء ... وضاعت ... كما تضيع كل يوم بحثاً عنها.  ضائع منذ ولدت وحتى تموت ... لا النبوؤات ستقربها منك ولا القراءة ستحصرها لك. كل ما دونها أوهام، وكل ما سوها أكاذيب ... ولست وحدك ... ذاك الذي جلس مراراً بقربك على مقاعد الدراسة ضائع مثلك، وذاك الذي وقف يلقي الدرس عليك أشد ضياعاً منك ... وفي حب ضائعة ستقع، وفي طريقكما ستنجبان بضعة صبيان وبنات ضُيع.  وفقط عندما تطوى السماء كالسجل ستنعم أو ربما ستهلك برؤيتها جل

الحارس في حقل الشوفان

صورة
لا أذكر متى بدأت فعليا في قراءة الرواية لكني استغرقت وقتا طويلا لأنني كنت أقرأها غالبا قبل أن أنام ولأنني كنت أخلد للسرير غالبا مستعدة للنوم فقد كنت أنام قبل حتى أن أكمل صفحة واحدة .. بدأت قراءة النسخة المترجمة ولأنني لاحظت أن لغتها بسيطة قررت فورا قراءة النسخة الإنجليزية لكنني ترددت كثيرا على الترجمة خاصة عندما استعصى على فهمي مصطلح أو معنى ما أو انتابني الفضول لأعرف كيف تعامل المترجم مع مشاكل النص الثقافية ... بغض النظر عن الضجة التي أحدثتها الرواية في وقتها والتأثير الذي أجرته في المجتمع الامريكي إلا أن ما شدني لها هو الحالة النفسية التي عانى منها البطل وكيف تدهور كل شيء في غضون ليلتان ... ماكنت لأحزر مطلقا أن المراهق في بداية الرواية سينتهي به الأمر في مصح عقلي ... لقد أحببته كثيرا في البداية أحببت صدقه مع نفسه واعترافه بعيوبه وأن لديه شيء ليقوله حيال أي شيء وكل شيء .. وذلك لأنني أعرف أن كثيرا من المراهقين لا يمتلكون وجهات نظر خاصة بهم وليس لديهم ما يستحق أن يقال بشأن كل شيء أو حتى أي شيء يمر بهم ... لكني فقدت أعجابي به شيء فشيء مع الوقت ...  وجدت نفسي أمقت

كآبة

صورة
Be-Wary-of-the-Dark-Places-Painting-by-Andy-Kehoe* عزيزي، أتعرف ماذا يعني أن تلازمك الكآبة. أن تشعر بأنك مكدس في زاوية ما في مخزن قديم من مخازن أبي البائدة ككيس خيش الله وحده يعلم بمحتوياته ... مهمل ولا يمكن زحزحتك من مكانك ... ضوء الشمس لن ينبت ما بداخلك والظلمة لن تنعم عليك بنوم هانئ ... الجرذان السوداء لن تسليك ولن تنسيك همومك ... ستقضمك كثيراً وستمل منك أخيراً بعد أن تتبول عليك وتملئك من فضلاتها ... ومثل الكيس المهمل نسيت لما أنت هنا ... أو لعلك لم تنسى وهذا غالباً ما يزيد من تعاستك ... ربما كنت في عربة ما في طريقك للحقول ثم تغيرت الخطة وانحرفت العربة نحو المخزن ونسيك أياً كان من يدفع العربة ... نسيك هناك للأيام لتطوى على عتبة الباب ... حيث تستلقي القطط وتنقب الدجاج ... وأنت من مكانك تراقب ... تراقب كيف تُمضي أيامها في اكتفاء ورضى ليس لديها مكان لتذهب إليه وليس لديها الرغبة للذهاب لأي مكان ... أيمكنك الشعور بالغيرة منها؟ الحسد؟ أحقاً يسمح لك بهكذا مشاعر وأنت القابع في مكانك بلا حراك منذ سنين؟ تريد لوم أحدهم؟ ربما المجتمع أو حتى العالم بأسره ... كنت لتكون سعيداً

لعبة حب

صورة
ماذا لو كتبت أنا كثيرًا عني وقرأت أنت عني أكثر؟  ... ماذا لو أخذت أنا لعالمي صورًا كثيرة وبنيت أنت عليها خيالات أكثر؟ ... ماذا لو صرت خيبة أملك الأكبر؟ لو صبغت أحلامك بالوردي وأنت الذي لا تكره من الألوان سواه ... ماذا لو جعلتك تقع في حبي؟ ترسم لي صورًا وأطيافًا لا تنتهي ... ترافقك أينما تنحني ... ماذا لو جعلتك تعيش يومك معي؟ ... لا ترى سواي وقد جملتني ... أطلت شعري ومنحتني بشرة صافية ... شفاة وردية وخصرًا نحيلا ... جسدًا ممشوقًا خاليًا من العيوب والألوان ... ثم جعلتك تركنه جانبًا عندما تدرك أنني أقصر منه بكثير ولا أشبه أي منه لا من قريب ولا من بعيد ...  ماذا لو نسيته وتجاوزت خيبة أملك بعده لأنني جعلتك تقع داخل رأسي؟ ... رتبت لك المكان جيدًا لتحبه ... وأنا لا أرتب عادة ... لكني استثنيت هذه المرة ... جزء من الخطة ..   وأنت أحببت خطتي وأحببت عالمي .. علاقاتي المضطربة .. حبي وكراهيتي ... تناقضاتي وكل ما فيه .. ماذا لو أيقظت حواسك الستة دون حتى أن أسمعك تعويذتي الخاصة؟ ماذا لو جعلتك تعتقد أنني صديقتك الوحيدة وأنا التي لا أجيد الاحتفاظ بالأصدقاء ؟ ماذا لو صد