لعبة حب


ماذا لو كتبت أنا كثيرًا عني وقرأت أنت عني أكثر؟  ... ماذا لو أخذت أنا لعالمي صورًا كثيرة وبنيت أنت عليها خيالات أكثر؟ ... ماذا لو صرت خيبة أملك الأكبر؟

لو صبغت أحلامك بالوردي وأنت الذي لا تكره من الألوان سواه ...

ماذا لو جعلتك تقع في حبي؟

ترسم لي صورًا وأطيافًا لا تنتهي ... ترافقك أينما تنحني ...

ماذا لو جعلتك تعيش يومك معي؟ ... لا ترى سواي وقد جملتني ... أطلت شعري ومنحتني بشرة صافية ... شفاة وردية وخصرًا نحيلا ... جسدًا ممشوقًا خاليًا من العيوب والألوان ... ثم جعلتك تركنه جانبًا عندما تدرك أنني أقصر منه بكثير ولا أشبه أي منه لا من قريب ولا من بعيد ... 

ماذا لو نسيته وتجاوزت خيبة أملك بعده لأنني جعلتك تقع داخل رأسي؟ ... رتبت لك المكان جيدًا لتحبه ... وأنا لا أرتب عادة ... لكني استثنيت هذه المرة ... جزء من الخطة ..  

وأنت أحببت خطتي وأحببت عالمي ..

علاقاتي المضطربة .. حبي وكراهيتي ... تناقضاتي وكل ما فيه ..

ماذا لو أيقظت حواسك الستة دون حتى أن أسمعك تعويذتي الخاصة؟

ماذا لو جعلتك تعتقد أنني صديقتك الوحيدة وأنا التي لا أجيد الاحتفاظ بالأصدقاء ؟

ماذا لو صدقت مشاعرك وانخرطت أكثر في عالمي حتى صرت أختي الثامنة وتغافلت عن شجاراتي مع البقية؟ ...

وماذا لو رغبت في أن تصبح جزء أكثر استقرارًا فيه دون أن تستقر حقًا ؟... 

ماذا لو صرت لا ترى سوى ما سمحت لك أن تراه وما واضبت على جعله يبدو حقيقة جميلة في عينيك؟ 
جعلتك تقتنع أنك فريد ... لم يحظى أحد بمثلي قبلك وهذا فقط لأنك مميز ... ورثت كل الحظ من جدك وجده السابع ولم تبقي للبقية باقية ...

تريد أن تكون مكتبي وأنا لا أملك واحدًا .. أمارس عليك كل ما جعلتك تعتقد أنه جزء أساسي مني وأنا المبعثرة الأجزاء الكسولة عندما يأتي وقت اللملة ...

ستريد أن أكتب قصصًا قصيرة على ظهرك ... وأغطيها بلحاف حكته بنفسي .. وبين ثناياه خبأت رسالة حب أولى ...
أقرأ عليك قبل أن أنام  ... وعندما تنام أنت أرسمك وأتدرب على التلوين بألوان الماء على جسدك ... وبها أطلي أظافرك وبالأقلام أرسم الوشوم الزائفة خلف أذنك ...
أضع كتابًا على حجرك وفوقه كوب شاي ساخن من أجلك ...  وأحكي لك فلسفتي عن كل شيء وأنا أشاركك وجبة خفيفة ... تظن الآن أنها فريدة لكنك ستعلم لاحقًا أنها قد لا تكون كذلك وعن الوجبة لا أتحدث ... 
ستحب أن أطلب منك أن تطيل لحيتك وشعرك ... ففي النهاية أنا امرأة متدينة تحب أن يتبع رجلها السنة ... وإن كانت تظفر شعره وتلبسه خلخالًا كما لو أنها هيبية غيب الحشيش عقلها ... ولكنك أنت من غاب عقله ... 

في ظروف أخرى ما كنت لتسمح لهكذا هرطقات أن تستولي عليك لكنك قد اعتدت على تناقضاتي وأحببت هستيريتي وخطتي تسير في سلاسة ...

حتى تقع تمامًا ...

ثم أطلعك على الفصل الأخير من الرواية ... روايتي الأولى ولعلها تكون الأخيرة فكل هذه الكتابة قد أرهقتني ...

سترى بنفسك أنني كذبة .. وأنك لا تعرفني ...

أنا أيضًا لا أعرفني ...

عرضت لك ما أحب أن تحبه .. ما أحب أن أكونه لكني لا أعرفني حقًا ... ولا أعرف حتى ماهذه الحياة ... كيف تقودنا وكيف تتحكم بنا أمواجها ...
أحب فكرة وجودك وأحب خطتي لكن في النهاية أنا أيضًا جزء من الخطة ... عفوًا أقصد جزء من خطة ... ربما خطتك ربما خطة شخص ثالث لا نعرفه ... أصدق فيها كل ما خططت له ثم يظهر أنني لا شيء منه ... 

غير قادرة على الحب ولا على الوقوع فيه ... ورأسي ليست مكان ليقع فيه أحد ... ليست حفرة على الطريق ... أو ربما هي كذلك ... لكن الطريق مغلق طوال الوقت للإصلاحات والحكومة اعتنت هذه المرة جيدًا بالسلامة ... لم تسمح بوقوع الحوادث وحرصت على أن لا يقع الناس في رأسي وهم يتصفحون هواتفهم دون أن يرفعوا نظرهم لتفقد الطريق ... 

لكن ماذا لو خالفت أنت كل التوقعات وأنجحت خطتي ... ماذا لو نسيت أمك أن تقرأ عليك المعوذات قبل خروجك للعمل ... ووقعت في حبي ... 

لكني أحذرك!!! أنا لا أعرفني لكني أعرف جيدًا أنني مثل الحجر الذي لا يستقر في مكان ... وحتمًا سآخذك معي ...


The Lovers*
By Frith William Powell

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!