المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

العزاء في زمن الكورونا

صورة
قبل أربعة أسابيع تقريبًا كان يمكنني تلخيصه في "لا مساس" كما قال أبي وهو عائد من المقبرة، خائف وعيونه مغرورقة بالدموع، على حد وصف أختي. توفي جدي "علي" عم أمي (رحمه الله) في ذلك الوقت، أي في بداية فترة الحجر الصحي وحظر التجول تقريبًا، وكان أكثر شيء يشغل بالي كيف يمكن أن يدفن رجل فاضل مثله بهدوء، أين الأربعون أو المائة الذين سيشهدون له؟ كيف يمكن أن يورى التراب دون أن يحضر دفنه محبوه الكثر الذين كانوا يزورونه كل يوم؟ كان جدي علي إمام مسجد المِعيَن الصغير القريب من بيته، وكان أبي يكرر دائمًا بأنه لم ينقطع عن زيارة جدتي –أمه- في حياتها رحمهم الله جميعًا، وفي كل مرة نزوره كان يمسك بمصحف بين يديه ويبقي إصبعه على موضع الآية التي توقف عندها بسببنا، وبين الفينة والأخرى كان يلقي نظرة على إصبعه ليتأكد أنها لم تتزحزح، كان يختم القرآن كل ثلاثة أيام، وكان يدعوا الله حسن الخاتمة في كل لقاء به، وفي ليلة الأثنين توافه الله نائمًا في بيته على سريره. وفي العزاء بقيت الكفوف في الحجور، والوجوه قليلة جدًا ومألوفة جدًا، ومن فوق رأسي روت حفيدته قصة موته، وأبقيت الدموع في