المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٩

الآلهة كوماري وبحثنا عن الكمال

صورة
 * شاهدت مرة فيلم وثائقيًا عن عبادة الفتيات في النيبال، حيث يؤمن جزء من الهندوس والبوذيين هناك أن آلهة تتجسد في جسد طفلة صغيرة بمواصفات معينة، ومن ثم تُختار هذه الفتاة لتكون الآلهة كوماري، فتُعبد وتُبجل وتُقدم لها القرابين، وتعيش في معبد مخصص للكوماري حيث يجب أن لا تطأ أقدامها الأرض مطلقًا، ولا تخرج إلا نادرًا، محمولةً للاحتفالات والمناسبات الدينية، ويجب أن لا تُجرح ولا تنزف مطلقًا، فإذا حدث ونزفت فإن الآلهة تخرج من جسدها وتعود شخصًا طبيعيًا، وهكذا فحالما تحيض الفتاة الكوماري حيضتها الأولى تنتهي حياتها المقدسة، وتصبح من عامة الناس، وتحل فتاة أخرى محلها لتصبح آلهة بدورها. الجروح والنزيف وحتي الحيض يحول فتاة من آلهة إلى مجرد بشرية، هذا البحث عن الكمال الزائف ضلل الناس ليجعلهم ينصبون فتاة آلهة ويعبدونها، وفي اللحظة التي تظهر فيها بشريتها يعيدونها لعالمهم المتناقض المفتقر دائمًا وأبدًا للكمال. هذا التطلع للكمال طبيعة بشرية يقود بطريقة أو بأخرى لنتيجة بديهية وهي عبادة الكمال، فكل ناقص يبحث عما يكمله ويتوق ليبجل كماله ويحتفي به، غير أن الشيطان بارع للغاية في تضليل الناس وإعما