المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٥

فرن بارد

صورة
في مطبخ لم تسمعوا عنه من قبل يقف فرن كبير قديم يغطي الصدأ قلبه المهجور ... كان في وقت ما يشارك القلوب الأخرى سعادته على شكل مخبوزات طيبة أو لعله كان يفعل ذلك في أحلامه .. ففي الواقع لم يسبق له أن جرب شعور الأفران الأخرى عندما تنجح في جعل الخبز اللازانيا والكعك تسافر عبر الصحون إلى القلوب .. عندما فتح عينيه في بيته الجديد قررت مالكته الأولى والوحيدة أن تجرب صنع بعض البسكويت .... أن توسخ يديها بالعجين وتبدو كامرأة حقيقية ... تقلب صفحات كتب الطبخ العتيقة التي لا تذكر من أين حصلت عليها ولا متى ... وتستخدم مريلة المطبخ لغير غسل الصحون ... تحرك عضلات نسيت كيف تحركها منذ أن توقفت عن اللعب بالطين ... وتستخدم ذلك الشيء الموجود منذ الأزل في مطبخها ... ذلك الشيء الذي تستخدمه النساء لضرب الرجال في الأفلام ... نسيتْ أسمه أو ربما لم تعرف أسمه قط لكنهم يدعونه النشاب ... أنهت تشكيل البسكويت وصفه في صينية الخبز لكنها نسيت تسخين الفرن الجديد ... ففتحت الباب وأمسكت بعلبة أعواد الكبريت ... أشعلت العود الأول وأمسكت مفتاح الغاز لإشعال النار في الفرن من الأسفل ... قربت العود وقبل أن تدي

أمي

صورة
لا أعرف أين بالضبط توقفت عن كوني صغيرة ولصيقة بأمي ... عندما أمر على الصفحات الأكثر قدماً في ذاكرتي ــ وأنا لا أحب فعل ذلك عادةً ــ لا يسعني إلا التوقف عند ذكرياتي الجميلة مع أمي ... وهي تعلمني الصلاة ... تصلي معي ... تمرر أصبعها الإبهام على مفاصل أصابع يدها اليمنى بعد الصلاة ... عباءة صلاتها القديمة وسجادتها الخضراء العتيقة ... لا أذكر متى توقفنا عن الصلاة معاً أكان ذلك قبل ولادة أختي مجد أم بعدها ... ربما بعدها أذكر أنني كنت ألح عليها أن تصلي معي كما كنا نفعل ووقتها أخبرتني بأن النساء الاتي تلد لا تصلي لأربعين يوماً وهكذا توقفنا عن الصلاة معاً ... أتذكر الصباحات المشرقة التي تأخذني فيها لزيارة الجيران وأحواشهم الكبيرة بحيطانها الباهتة ... شطائر البطاطا والباذنجان والكوسة المقلية مع القليل من المايونيز التي تعدها لي في عصريات الصيف الطويلة ... وليالي العيد الأولى التي تخضب فيها أصابعي بالحناء ... العالم وقتها كان أنا وأمي والقليل من أكاذيب أختي دلال ... أذكر عندما أخبرتني دلال بأن شعري سيستمر بالنمو حتى يغطي جبيني بأكمله وعندما أخبرت أمي وقد تملكني الخوف أخبرتني

طابور

صورة
ماذا لو صنعنا من الجمعة يوم للحكايات ... لنجرب J " طابور " أنا متورط في الكثير من القذارة ربما بعدد هذه الحبيبات الناتئة من الجدار الأسمنتي حيث يسحق وجهي على سطحه ... أبدأ العد وأنسى أين وصلت ... أنا عبد لصاحب اليد السمراء التي لم تكف عن ضربي في العشر الدقائق الماضية ... أنا عبد لكل أصحاب العيون المحدقة ... أنا صفيحة لحم وهم طابور يريد كل منهم قطعة مني وله أن يأخذها بالطريقة التي تريحه ... تريد بعض المال صف في الطابور ... تريد أن أوزع لك بضائعك المحرمة أحجز لك مكاناً ... تريد أن تمارس الملاكمة فقط لأنك تريد ذلك ... جسدي لا يمانع أرجو فقط أنك لا تمانع الطابور ... وأنت؟ أوه تريد ... تريدني أنا شخصياً؟ ... أنت تعرف أن الشخصيات الكبيرة تقف دائماً في أول الطابور فلا تسمح لأحد بأن يسبقك ... ربما أنت تملك خطة أو أثنتين لي ... أو ربما الطابور كان فكرتك منذ البداية ... تبدأ بي ... تحجز مواعيدك الخاصة ثم تبدأ باستثمار ما بقي مني ... وفي حال تجلى لي الرفض ... أقول في حال اكتفيت واستسلمت لكل العواقب المخزية التي تنتظرني ويفترض بها أن تكون أسوء من استعباد ك

خلطة سحرية

صورة
كلنا مهووسون بالسيطرة بطريقة أو بأخرى, نحن حقاً كذلك, العالم يريد وأنا أريد وكلنا نريد ما نريده بالطريقة التي خططنا لها, نحن الذين لم نكن لنتخيل كيف يمكنا لنا أن نكون لو لم نكن, نحن ذاتنا نخطط لكيف نريد حياتنا أن تسير, وإذا ما انحرفت قليلاً عن مخططاتنا جننا وبدأنا ننثر معداتنا على الطاولة لإعادة رسم خططنا وتصويب المنحرف منها, وربما لرسم المزيد من الخطط. ربما خدعنا بكوننا نستطيع السيطرة على الكثير من الزوايا والخطوط في حياتنا فظنناً أننا قادرين على التخطيط للأمر برمته ... للحياة بطولها وعرضها, لكن الاختبار يكمن في ذلك, يكمن في أننا وهبنا القدرة على التخطيط للأمور الصغيرة والتي نعتقد حقاً أنها كبيرة, الاختبار يكمن في تفكيك الصورة وإدراك أن كائنا بجسد معقد جداً وخيارات محدودة جداً للسيطرة على بعض شرفاته لا يستطيع أبداً أن يخطط لكل شيء ويتحكم في كل شيء. حقيقة بسيطة كهذه هي في الحقيقة زلقة جداً, ننساها كثيراً لذلك نحن نخطط كثيراً في أثناء الاستحمام وقبل النوم, وعندما نصحو على صوت تحطم النماذج التي بنينها لمخططاتنا ننهار, بينما كل ما يجب علينا حقاً فعله هو محاكاة الطيور, الأصغر

أين تجمع جدتي دموعها

صورة
جدتي ... إن سألتني من أحب شخص لقلبي فهو حتماً المرأة التي أنجبت أمي ... جدتي منيرة ... ونعم أنا أحمل اسمها فلا عجب أنني أحبها كثيراً وأحب كل ما يتعلق بها بما فيه اسمي... أطيل شعري الآن وأصارع رغبتي في تقصيره كلما رأيت شعراً قصيراً مسرحاً لأنها تحبه طويلاً ... أتجنب ارتداء أي زييَ سيجعلها تغضب مني أو تتضايق مني ... وهي حبيبتي لا تفكر مرتين قبل نهري عن فعل شيء لا تحبه ... كأن تخبرني بأن أزيح شعري عن وجهي لأنها تؤمن بأن هذا ما يجب على المرأة أن تفعله لتظهر جمالها ... وأنا حتماً سأفعل ما يرضيها لأنني أحبها وأحب أن تخبرني بما تحبه أو تكرهه وإن كان يعني ذلك أن لا أستخدم الكحل الأبيض على الأقل أمامها لأنها لا تراه جذابا كما أفعل أنا ... تعرض جدي ــ أطال الله في عمره ــ قبل أشهر لمشكلة في أحد شريان قلبه اضطرته لعمل قسطرة القلب ... كان الأمر مفزعاً ومخيفاً على كل الأصعدة ... أنا لا أكذب عندما أقول أنني أحياناً أصاب بضيقة عندما أكون معه ولا ألمسه ... شيء ما يعصر رأسي يخبرني أن علي أن ألمسه ... أن أقبل رأسه ويده ... أن علي أن أتمسك بيده وأتحدث معه ... أن علي أن أراقبه جيداً