العالم يهمس لي






تسألني لماذا أنا هكذا؟
لماذا أشغل نفسي كثيراً بالتفكير في كل هذا؟ لماذا كل هذا؟

لم أعد واثقة من أي شيء يا عزيزي ... أفكاري مشوشة ... لست متأكدة إن كانت تأتي مباشرة من عقلي أم أن أحدهم غرسها بدهاء هناك ...

أنا حتى لست متأكدة لماذا أحبك .. هل أنا حقاً أحبك؟ لست متأكدة أن كنت نوعي المفضل ... ربما أنت تشبه شخصاً عرض على التلفاز وقيل لنا أنه النوع المفضل للفتيات؟ ربما أنا لا أحبك لكنني قرأت في مكان ما أن الحب أمر جميل ... أمر نحتاجه ... ربما سمعت أن كل ما نحتاج إليه هو الحب ...

من يدري من قال ذلك ... ولماذا قال ذلك ... وكيف صدقنا نحن ذلك ...

الأجناس الخاطئة يا نبض قلبي تتمتع بحق الحديث الجمهرة والاحتجاج ... ونحن نسمع ونشاهد ونموت كثيراً

يا حبيبي العالم لم يعد مكان مريح للعيش فيه ... لنتزوج ونرحل لمكان لا خوف فيه ولا موت ... غنى أحدهم الجملة الأخيرة في وقت ما لكني فقط نسيت اسمه ... أهذا اقتباس يا نظري .. أم لعله يا روحي الزهايمر ...

أتريد أن أتحدث عن شيء آخر .. ربما الدراسة ... أتريد بضع نصائح في الترجمة .. أتريد أن أشكو لك من الدكتور " ... " أو ربما أسب لك بعض زميلات الدراسة ...

لا يا قرة عيني ... فالعالم جاثم على صدري ... يخبرني كل يوم كيف أنه سيصبح أسوء غداً ... يكشف لي عن عورته كل ساعة ... المنظر بشع ... بشع يا حبيبي

ألا يمكنك الحديث معه قليلاً ... قل له أن يتوقف قليلاً عن الدوران ... أليست هذه الجملة من أغنية هي الأخرى ...

الأغاني! تملأ رؤوسنا بأفكارهم ... ونحن نستمر في تكرارها ... ألسنا مثيرين للشفقة يا عزيزي ...

 تسألني من هم ... لا أعرف لم أقابل أي من هم من قبل ... لكنني أتعوذ كل يوم في الصلاة من فتنة المسيح الدجال ... ولا أؤمن بالصدف ...

أشعر أنني غريبة في كثير من الأحيان ... علي أن أتظاهر بأنني شخص مختلف ... أفعل ذلك معك كثيراً ... لكنهم يقولون في التلفاز أن الحب لا يفترض به أن يكون كذلك ... أتحبني؟ قل لي أنك تحبني ... لا لا لا تفعل ... هذا سيجعل أياً كان القادم أصعب على كلانا ...

أتعتقد أنني جننت؟ ربما ... ربما كلنا مجانين ... تركنا عقولنا غير مكتملة في أرحام أمهاتنا ودخلنا الحياة برؤوسنا أولاً ... ألم تفعل الشيء نفسه ... أم أن أمك لم تلدك ... أليست هذه الجملة من رواية ما ؟ ...

 كيف يمكنك أن تكون أكيد من أن أفكارك الآن كانت لتكون نفسها لو عشت في وقت لا كهرباء ولا انترنت فيه ... أكانت أفكارك عن الدين والسياسة ... الحرية والحقيقة لتكون نفسها ؟ ...
لو كنا تزوجنا الآن أكنت لتفكر في استشارة دكتور ما؟ أكنت لتعلق معي أم كنت لأعلق في مصح ما ببركاتك؟

دعني أخبرك ماذا أريد ... أريد أن أصبح مشهورة ... فكرة أخرى وجدتها هناك تستلقي في رأسي ... أريد أن يهتم الجميع بي ... رأيت أشخاصا يتم الاعتناء بهم جيداً ... أريد أن أكون مثلهم ... أريد أن يقفز شخصاً لتسريح شعري في حين يسرع الآخر لتعديل أحمر الشفاة الذي أنسى دائماً إعادة وضعه بعد أن يبهت ... أريد أن تساعدني إحداهن على ارتداء ملابسي ويتبعني رجال ضخام لحمايتي من الأشخاص الذين يحبونني ... أريد أن أصبح جميلة ... العالم يعشق الجمال ... الرجال يحبون الجميلات ... وأنت يا عزيز لست استثناء ...

العالم الذي يستحم طوال الوقت بدمائنا ويبتلع بجشع أطفالنا يخبرني بأن الشهرة والجمال هي كل ما أحتاج إليه الآن ...

العالم المشغول بتعتيم الشاشة عندما تعرضنا عراة وجائعين يهمس لي بأنني أستحق أن أصبح مشهورة وجميلة ...

أتعتقد أنني الوحيدة التي يقول لها هكذا كلام ؟ ... حسناً إنه يخبرني أنك لم تعد كاف ... أنت لا شيء مقارنة بكل من يمكنني الحصول عليهم حالما أصبح مشهورة ...

لكنه فقط لا يخبرني كيف ...

يبعثر مجموعة أفكار جنونية أمامي وهذا كل شيء ... أفكر في جنونيتها طوال الوقت ...

العالم يريدني أن أفكر في هذه الأفكار ... العالم كبير ولا يمكنني رفض مطالبه .. هكذا تربينا ... على أن نحترم الكبار ... أنا لا أشكك الآن في تربيتنا ... ذلك يا عزيز موضوع مختلف ... العالم لديه وجهة نظر حوله ... سأخبرك بها لاحقاً ... لكن يمكنك البدء الآن بالتمرد ... التمرد يعني أنك تفكر ... عادة المتمردين أفضل من البقية ...

لكن العالم بشع ... مريض مشوه وعاري طوال الوقت ... لا يحب أن يستر عوراته ... لكنه لا يحب أن تلتقطها الكاميرات ... وكل الكاميرات له ... يلتقط ما يحب ويتجاهل ما يحب ... لديه الكثير من صور السلفي الجميلة ... يمكنه أن يقنعك بأنه جميل وهادئ ... لكني سبق وشاهدت الكثير ...

الجو اليوم جميل ... أليست هذه الجملة من مسلسل تلفزيوني؟ ... أعجبني كثيراً ولكني كرهته كثيراً ... لنخرج!




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!