لعبة ماكرون وخاتون المفضلة: استفزاز المسلمين.

 



تحدثت في مقالة صناعة الإرهاب: احذروا الإرهابي الصغير! التي كتبتها السنة الماضية عن أسلوب القمع والظلم الذي تنتهجه بعض الحكومات على الأقليات المسلمة فيها، وما يتعرض له المسلمون في بعض الدول من القتل الممنهج، وذلك لتمهيد الطريق لردات فعل يمكن أن تُطلِقَ عليها هذه الحكومات لاحقًا: "إرهابًا" تعزز به ادعاءها بأن المسلمين مجرمون، وتبرر به المزيد من القمع والوحشية في التعامل مع المسلمين.

وما فعلته فرنسا مؤخرًا من المساس بجناب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكريم ما هو إلا صنف من هذه المخططات اللعينة، لاستفزاز المسلمين الذين لا يختلفون عن بقية سكان العالم في أن منهم الحكماء والعقلاء، ومنهم العوام والجهلة، والفئة الأخيرة هم الذين تستهدفهم هذه الحملات لأن جهلهم بما لهم وما عليهم، وجهلهم بتبعات أفعالهم مع رغبتهم الصادقة في الانتصار لرسولهم ودينهم الحق تدفع بهم لاتخاذ قرارات خاطئة تترتب عليها مضار فادحة، قد يعود ضررها حتى على مصيرهم الأخروي مثل الاعتداء على المعاهدين، وهذا بالضبط ما تريده الحكومة الفرنسية لتبرر ازدواجيتها المخزية في التعامل مع حريات مواطنيها المسلمين، فهي التي تجرم المسلمات لارتداء قطعة قماش على رؤوسهن وتجبر بناتهن على دروس السباحة.

هذا الاستفزاز من أنجح الطرق لتجييش العالم على المسلمين وإذكاء الكراهية في صدور كل الشعوب علينا، بل يمكنه أن يفعل أسوأ من ذلك عندما يخلق نوعًا من الهوان والضعف في نفوس الشباب المسلمين، حتى يبدأ بعضهم في التحرج من دينه والبحث عن الخلاص والانعتاق من هذه المشاعر، فيترك أخيرًا دينه خلفه ويجري لاهثًا خلف قبول واستحسان العالم له، ولن يدركه!

ومع حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية انتشر مؤخرًا مقطع للمبشرة المسيحية خاتون[1] وهي تتلقى صفعة على وجهها بينما تمسك في إحدى يديها المصحف المشرف -كلام رب العالمين- وبه ثقوب! وفي الأخرى صورة قذرة تدعي أنها لرسولنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون وما غفل عن ذكره الغافلون. خاتون في الحقيقة لا تبشر بدينها على الإطلاق، ويتركز عملها أسبوعيًا على ملاحقة الدعاة المسلمين في ركن الخطباء في حديقة الهايد بارك بلندن، والصراخ في وجوههم بأكاذيب وادعاءات باطلة، لتشوش على المارة والمستمعين وتنفرهم.

خاتون تستفز المسلمين كل أسبوع بصراخها عليهم، وإهانة مقدساتنا، وتجاوز الحدود في التعامل معهم، ومقاطعة حواراتهم ونقاشاتهم مع المهتمين فعلًا بالإسلام أو الذين يريدون معرفة بعض الحقائق عنه، وأحيانًا -ورغم جهود الدعاة في إسكات الحاضرين وتهدئتهم ومنعهم من الرد عليها ولو باستخدام القوة معهم- تنجح في استفزاز البعض بما يكفي لأن يصفعها أحدهم كما حدث في المقطع المنتشر، مع العلم أن الرجل الذي صفعها صرخ في مقطع آخر أثناء القبض عليه بأنه مسيحي، وقد يكون كاذبًا لأنه أدرك أن تصرفه وإن كان متفهمًا إلا أنه بالضبط ما تريد خاتون أن يراه العالم، وبالتالي يتعاطفون معها كما يظهر في التعليقات على المقطع الأصلي المعروض على قناة DCCI Ministries[2] على اليوتيوب، التعليقات تصف خاتون بأنها مناضلة وقوية وأقبح من ذلك: ملهمة.

ماذا نتوقع من أشخاص يرون خاتون الوقحة ملهمة؟ لا شك أنهم مستعدون لأخذ الهجوم على الإسلام لمستوى أعلى من الدناءة والفضاضة والهمجية، لا سيما وأنها بذاتها لم تتوانى عن بث لقاء مباشر تسيء فيه إلى الرسول -صلوات ربي وسلامه عليه- في اليوم الذي تعده بعض الطوائف المسلمة يوم مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- وتحتفل به[3]، لذلك أدعوكم للانتصار لرسولنا صلى الله عليه وسلم وديننا الحنيف بالإبلاغ عن قناة  DCCI Ministriesعلى اليوتيوب، من هنا، من خلال الضغط على أيقونة العلم الصغيرة الموجودة في تبويبة "لمحة" إذا كنت تستخدم جهاز الكمبيوتر، أو من خلال الضغط على النقط الثلاث أعلى الصفحة إذا كنت تستخدم الجوال، ثم اختيار: "الإبلاغ عن مستخدم"، ثم خيار: "كلام يحض على الكراهية ضد مجموعة محمية"، ثم تحديد أكبر قدر ممكن من مقاطع القناة، ثم اختيار التالي، ثم اختيار ارسال، ويمكن إضافة تعليق قبل ذلك.

كما أدعوكم إلى الإبلاغ عن المقطع الذي صُفعت فيه، من هنا. بنفس الطريقة.

قد يختلف البعض في جدوى مقاطعة المنتجات الفرنسية، وإن كنت شخصيًا من الداعين لها والمؤمنين بجدواها، وخير مثال على ذلك تصريحات الرئيس الفرنسي ووزرائه، ولكن لا مجال للاختلاف في جدوى الإبلاغ عن كل محتوى يمس بديننا وينشر الأكاذيب، ويعزز كراهية المسلمين، ويبرر العنف معهم.

فضلًا اكتبوا تم في التعليقات إذا ابلغتم عن القناة والفيديو. لنشجع بعضنا على اتخاذ موقف جاد ولو كان بسيطًا كهذا.

 



[1] خاتون تاش، مديرة DCCI Ministries (كهنوتية الدفاع عن المسيح ونقد الإسلام)، عاشت 27 سنة في البلاد الإسلامية، والآن تكرس وقتها لمجادلة الدعاة المسلمين في ركن الخطباء وفي المساجد، وتقدم ورش للتدريب على تشكيك المسلمين في دينهم.

[2] DCCI Ministries (بحسب موقعه): جماعة كهنوتية للدفاع عن المسيح ونقد الإسلام، تسعى لتنصير المسلمين باستخدام علم الدفاع عن العقائد المسيحية والجدال.

[3] حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ ابن باز رحمه الله: من هنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!