لورد الذباب ...










رواية لورد الذباب للكاتب وليم جولدينج من أكثر الروايات التي قرأتها روعةً وإحباطا في ذات الوقت ...

في البداية الرواية تتحدث عن مجموعة من الأطفال سقطت بهم الطائرة على جزيرة مهجورة ليجدوا أنفسهم أمام تحديات العيش في بيئة جديدة وخطيرة ...

يدرك الصغار أنهم لوحدهم وليس معهم أي من البالغين وأن عليهم الاعتناء بأنفسهم  ... فيتخذون أول خطوة وهي التصويت لاختيار قائد لهم وتكوين مجتمع ينصاع لقوانين يشرعها القائد ...

يعيش الصغار في الرواية صراع بين رغباتهم في العيش بحرية ووحشية دون الانقياد للقوانين التي تذكرهم بالمدنية والتحضر وبين الشعور بضرورة البقاء على الصورة المتحضرة التي جاؤوا عليها ...

ينتهي الصراع فالنهاية بأن يتم إنقاذهم من الجزيرة اللتي بدأت بالاحتراق بعد أن تحررت الوحشية والهمجية بداخل الصغار وأقاموا حملة مطاردة لأخر فرد بقي متمسكا بالحضارة وقوانينها بعد أن تخلصوا من صاحبيه ...

بعد أن انتهيت من قراءة هذه الرواية لم أستطيع منع دموعي من الانهمار ... أدرك أنها مجرد خيال لكن فكرة أن يتحول مجموعة من الأطفال إلى قتلة همجيين أثارت الرعب بداخلي وأحزنتني كثيرا ...

الكاتب وليم جولدينج أراد أظهار النقص في الطبيعة البشرية وأن الشر موجود حتى في الصغار وقد نال جائزة نوبل للآداب على هذا العمل الروائي عام 1983 م ...

أعود فأقول أنني بعد ما انتهيت من قراءتها شعرت بالإحباط لأنني لا أملك السيطرة على مسار الأحداث ... تجمدت في مكاني وكأني أشاهد هؤلاء الصغار يقتتلون ويتحولون لوحوش وصوت العقل يتلاشى وكأن الجزيرة امتصت براءتهما وتغذت عليها ... أعتقد أن احتراقها في نهاية القصة كان جزاء عادل لها لأنها وقفت ساكنة تراقب الأطفال يتضورون جوعا لأهل افتقدوهم ويشوون على نار الغربة ...

باختصار الرواية مليئة بالصور البلاغية الرائعة تشدك لعالم الجزيرة الجميل ... تستدرجك حتى إذا ما تجاوزت المنتصف أنقضت عليك بجمالها فلا تعد قادر على تركها حتى تصدمك النهاية حاملةً سؤالا أرهقني ... ما مصير الصغار بعد كل هذا ... هل ستعود لهم براءتهم أم أنهم انتهوا لعالم لا عودة منه ؟؟؟




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!