WARM BODIES تقيئ على توقعاتي ...


 
 
من لم يشاهد فيلم SHAUN OF THE DEAD وتمنى أن موت Ed وتحوله لميت حي ( زومبي ) ليس إلا مزحة ثقيلة ... على الأقل أنا تمنيت أن يعود حيا طبيعيا ولم أرضى بالنهاية حيث أبقاه Shaun مقيدا في المرآب حتى يكون شريكه السابق في ألعاب الفيديو متاحا في حال أراد اللعب ... على كل حال يبدو أن أحدهم أغرته فكرة احتفاظ الناس في فيلم SHAUN OF THE DEAD بأقاربهم الميتين لصنع فيلم حسبته للوهلة الأولى انتصار لرغباتنا في البقاء واستجابة لدعواتي ـ في كل مرة أشاهد فيلم رعب وتموت أحد الشخصيات ـ أن يكون موته حلم بغيض أو أن يحظى البطل الناجي بقوة ما تمكنه من إعادة رفاقه الأموات أو ربما يحصل على فرصة ثانية أو آلة زمن ليسترجع أرواح أصحابه الفارة ... لكن هذا أنا الحالمة ـ أعتقد أنني سأطلق هذا المصطلح ( أنا الحالمة ) على شيء ما ... ملاحظة لنفسي : يجب أن أفعل ذلك ـ اللتي تؤمن بالفرص الثانية وتعتقد أن نهاية كهذه مقلل من قدرها كثيرا ... أقصد كم فيلم ينتهي حقا بنهاية مرضية كهذه ؟؟ ... أنا لا أقول أن علينا جعلها مبتذلة كقصة أطفال لكن تخيلوا معي فيلم ينتهي باستعادة أرواح الموتى لكن الحياة الجديدة قد لا تكون مرضية لبعضهم بينما بعضهم قد يعلق في لحظاته الأخيرة قبل الموت وربما في أخر مشهد في الفيلم ينتحر أحد العائدين كتذكير لنا أن الفيلم ليس للأطفال وأن النهايات دائما تحوم حول الموت أو ها كذا أحب أن أفكر ...

الحقيقة هذه التدوينة ليست عن SHAUN OF THE DEAD بل هي في الأصل عن WARM BODIES  ... نعم هذه الأجسام الدافئة خذلتني وتركتني باردة ومخذولة ... لن تصدقوا كيف تحولت لمراهقة في اللحظة اللتي شاهدت فيها إعلان الفيلم قبل أشهر من نزوله في دور السينما بشكل رسمي ... أخبرت أختي عنه وتحمسنا كثيرا ... لقد توقعت الكثير منه ... وضللت متحمسة وعلى وشك الصراخ كلما مر بخاطري ... جديا كنت كلما فكرت به ـ وأنا على متن الحافلة في الطريق إلى أو من الجامعة ـ أصاب بموجات من السعادة والرضى لأن بعض الزومبيز على وشك استعادة أرواحهم ... كنت أنغمس في السعادة والحماس وحيدة على ذاك الكرسي الغبي ... لكن الفيلم رمى بكل توقعاتي من النافذة المتسخة اللتي كنت أتظاهر بأنني أنظر من خلالها وأنا أتخيل أحداث الفيلم وأبني مدن من التوقعات في طريقي للمنزل بعد يوم مرهق في الجامعة ... والليلة وبعد أن تخرجت بشهور قررت أن تكون ليلة لمشاهدة الفيلم مع أختي @m3aley_M الجامعية المستجدة لكن الليلة تحولت لمزيج من الإحباط والضحك المحشور بين مشاهد الفيلم السخيفة عنوة ...  

لنبدأ بأن البطل R لم يتصرف تماما كزومبي ... فقد كان يستمع للموسيقى الجيدة ويتذوقها ... هل ذكرت أنه كان يستمع لها باستخدام VinylRecordPlayer بما أنه كان يحب جمع الأسطوانات من بين الأشياء الأخرى اللتي يجمعها وهو زومبي ... وهل ذكرت أنه بالإضافة إلى أنه يجيد استخدامه ويدرك أنه يستطيع تعديل وضع مقعد الطائرة ليسترخي عندما يستمع للموسيقى فهو أيضا يدرك مفهوم التراب ... ففي أحد المقاطع ينفخ التراب من على أحد الاسطوانات ... ما أزعجني حقا هو استخفافهم بنمطية الزومبيز المعهودة ... فقد كان قادر على التواصل مع صديقه باستخدام مفردات معينة مثل Hungry والتي يمكن أن أجد لها تفسير بما أنها تصف الحاجة الملحة للأكل ونحن كبشر نستخدمها كثيرا لكن أن يستخدم شبه جملة لا نستخدمها كثيرا ليطمئن صديقته الجديدة بعد ساعات من أكله لدماغ حبيبها فها ذا غير مبرر .. نحن نتفق على أنه بدأ التحول لكن ألا يحتاج لوقت حتى يتمكن من استعادة قدرته على الكلام وتكوين الجمل واسترجاع المفردات؟؟؟ ... وإن ظننتم أنني أبالغ فقد تمكن صديقه M من التحدث قبل حتى أن يعود قلبه للنبض وأبدى إعجابه بـ Julie ... جديا !!! ... كما أن M تمكن من القيادة قبل تحوله ـ أقصد عودته للحياة ـ في حين أن R أستغرق وقت حتى يتمكن من تعلم القيادة والتركيز وهو قد بدأ بالفعل في التحول ...

الفيلم كان مربك بتناقضاته وكأنهم اضطروا لاختصاره وتجاهل التناقض ... فهاهم الزومبيز لا يجيدون التفكير بينما العظميون يجيدون التفكير وتكوين الأحقاد والمطاردة ... واو ... جديا واو !!! أوه دعونا لا ننسى أن الأخيرين رغم أنهم في أسفل قائمة الزومبيز ولم يعد بمقدورهم العودة لحالتهم قبل الموت لأنهم تقريبا تحللوا إلا أنهم ويا للعجب !! مازالوا قادرين على الشم ... نعم يا رفاقي ما زالو قادرين على التقاط الروائح وتحليلها بأدمغتهم المتحللة والتي يفترض بالنظر لأجسادهم أنها قد تحللت تماما لكن من أنا لأحكم على عقلية أحدهم ؟؟؟ ...

الآن وقبل أن نصل للنهاية أريد أن أعرف هل القائمين على الفيلم كانوا جادين ... أقصد هل كانوا يعمدون إلى إنتاج فيلم جميل وننتهي منه متأثرين بطريقة إيجابية أم أنهم كانوا يسعون لإنتاج مزحة من فكرة عبقرية ... لو كانوا مازحين فيمكنني أن أتفهم أنهم أشخاص واقعيين وجديين حتى أنهم حولوا فكرة رهيييبة كهذه لفيلم سخيف ... لكن لو كانوا جادين فهم حمقى مغفلين فكيف يمكنهم أن يتجاهلوا كل الاحتمالات الحتمية لنجاح فكرة كهذه وصنع فيلم تنقصه الواقعية المقترنة بفكرة الزومبيز الخيالية كما تنقصه الحبكة الدرامية ... أقصد جديا كان من الممكن أن يصنعوا منه مسلسل ناجح مثل THE WALKING DEAD ـ على فكرة شاهدت الموسم الأول فقط ... فقط أقول !! ـ كان بالتأكيد ليكون مسلسل ناجح ومازلت أعتقد أن الفيلم لو تحول لسلسة من الحلقات لشاهدته لكن بشرط أن يكون كما أستحق وليس كما كان الفيلم ... بحق أيا كان الشخص وراء إنتاج الفيلم ليصبح بهذه السخافة يستحق أن يحرم من أحب شيء له مدى الحياة ... يكفي أنه أغضبني حقا وسخر من فكرة عظيمة كهذه ...

هل لي أن أذكر أن مظهر R و M لم يكن كمظهر الزومبيز الآخرين مما قلل من واقعية الفيلم وقلل من صورتهم كزومبيز فأصبحت عودتهم لبشر غير مفاجئة فهم لم يتغيروا كثيرا ... نذهب للنهاية والتي سخرت وبقوة من حقيقة البشر الكريهة ... حيث بعد عودة جميع الأموات للحياة تقبلهم البشر برحابة صدر ... هممم!!ماذا عن تفكير البشر النمطي في مواقف مماثلة ؟؟؟  أليست العادة أننا لا نتقبل بعضنا حينما يظهر الاختلاف علينا فما بالكم بتقبل كائنات كانت ميتة قبل سويعات ولأشهر طويييلة ثم فجأة نبضت قلوبها وعادت لتتصرف تقريبا كبشر ... أقصد كبشر فهم يحتاجون لإثبات أن الموت لن يستعيدهم مجددا ليلتهموهم ... بطبيعة البشر كانوا سيرفضون تقبلهم ومجددا هذا سبب آخر من أسباب أن الفيلم كان ليصبح مسلسلا رائعا ... تخيلوا معي بعد موسم أو أثنين وبعد صراع الزومبيز للعودة لطباعهم البشرية وصراع الجيل الشاب للوقوف معهم في وجه مخاوف السلطات ... يسمح لهم بالعيش في مصحات لدراستهم ... أتخيل كمية الانتهاكات الأخلاقية اللتي ستتم عليهم ... وأتخيل أحبابهم وهم يرفضون الاعتراف بهم وربما تقبلهم بعد أن أكملوا حياتهم بدونهم ... جديا كان ليكون مسلسل رائع مثيرا للمشاعر ومسيطرا على العواطف وملامسا لقضايا انسانية ومواجها لحقيقتنا كبشر وتصرفاتنا الغريبة حيال بعضنا البعض ... تبا !! أريد مسلسلا كهذا وبشدة ... تبا !!

أخيرا أعتقد أن أسم R الحقيقي كان روميو فالبطلة إسمها Julie لكن هذا ليس سبب اعتقادي فالسبب هو مشهد الشرفة ... حيث يأتي R لرؤية Julie في حين أنه من الخطر عليه المجيء لرؤيتها ... واعتقد أن سبب عدم تذكره لاسمه لأنه لو صرح بأن أسمه روميو فأن معدل سخافة الفيلم سيرتفع لدرجة قاتلة ... على كل حال كانت محاولة سيئة للغاية ولكني لن أتعلم منها أبدا كيف أخفض سقف توقعاتي عندما يتعلق الأمر بفيلم ما ...

ملاحظة : لا يهم ما قالته Nora عن كون رائحة R لا تدل على أنه متعفن بعد أن شممته ... ولا يهم لو أنها كررتها ألف مرة فهذا لن يغير وجهة نظري في أن رائحته عفنة جدا جدا ... فبطبيعة الحال هو نتاج أشهر ـ على ما أظن ـ من عدم الاستحمام والتعفن وأكل الموتى وربما التقيؤ بعدها ... يكفي فقط رائحة الدم ... كان ينبغي أن ينقعوه في ماء مغلي مع الكثير من المنظفات والمعقمات لعلها تغير من حاله مع أنني لو كنت مكانهم لما توقعت زوال الرائحة من أول مرة ...  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!