دوري في الحياة

20\2\1434
الأربعاء
البحث عن معنى الحياة لا يتطلب البحث عن دين جديد لتعتنقه فأنا أعلم جيدا أن الإسلام هو الخلاص والحقيقة جلية أمامي فراحتنا كبشر تكمن في تعاليمه وانصياعنا له .. لكن يبقى أمر أخير هو الآخر جوهري فكما نعلم جميعا الهدف من خلقنا هو العبادة وتقديمها خالصة لله وحده لكن سؤالي بالإضافة للعبادة ما هو دورنا في الحياة ؟؟؟
 
 
 
ما زلت أجهل دوري في الحياة ... أعتقد بأن لكل شخص دور في الحياة ولكن دوري أنا لم يتضح لي بعد .. أعلم جيدا ما هي قدراتي ومدركة لذكائي وقوتي .. أستطيع أن أتقن أي عمل بفضل ربي وقلما أخفق في شيء أخفاقا كاملا .. أن ادراكي لقوتي وقدراتي يفتح أمامي أبوابا كثيرة ولكن بطبيعة الحال يتوجب علي كشخص عاقل بمبادئ ومعتقدات أن أغلق بعضها وكما أن أهلي سيغلقون البعض فكذلك المجتمع سيغلق ما يمكنه إغلاقه .. لا يهم كم من باب سيبقى مفتوحا أمامي ما يهم حقا أن أعرف أيها أختار لأمضي نحو تحقيق هدفي ـ الذي لم أحدده بعد ـ ودوري ـ الذي لم أتيقنه بعد ـ في الحياة .. فلا يمكنني أن أعيش هكذا بلا ما دور أقوم به وبلا ما هدف أسعى له ..
 
 
أمي كانت تردد كثيرا أن الشخص الفاشل هو الذي يعيش بلا طموح ولا هدف يسعى لتحقيقه وأنا أمتلك طموحا والهدف أمممم حسنا أعتقد أن هدفي أن أعرف دوري يقينا لأسعى له .. الدور قد يكون الوضع الاجتماعي, الوظيفة, الموهبة, العلاقات الاجتماعية, أو ربما تجاوز معاناة شخصية .. قد يكون دوري أن أمتلك المال وأنفقه في جعل العالم أفضل وتسهيل حياة الناس المحتاجين أو ربما أصبح مدرسة, محامية, أو حتى مسؤولة في مكان ما وهذا قد يساعد أحدهم ويؤثر في محيطي .. قد يكون دوري ينطوي على استخدام موهبتي التي لا أدرك تماما ما هي فأنا أجيد الكثير من الأمور ولعله ينقصني الإلهام لأدرك أيها أبرع فيه أكثر .. أو ربما يكون دوري منوطا بعلاقتي بغيري فقد يكون دوري كزوجة أو صديقة أو أم .. أو ربما أحتاج أن أعاني من أمر ما فيصبح دوري هو التغلب على المعاناة والظرف وإعطاء الناس أملا وحافزا لفعل المثل ..
أنا حقا محتارة وأقف على نهاية طريق وأمامي مفترق طرق لا أعرف أيها أسلك وأيها أختار .. لعل الحل يكمن في إلهام .. ليتني أغفو يوما وأستيقظ على يد قدري تربت على كتفي وترشدني للطريق .. سيكون من السهل السعي في طريق واحد تعلم تماما إلى أين سيأخذك ومدركا تماما لما ينتظرك ..
 
 
قبل بضع سنين ارتكبت جريمة في نظر البعض .. اتخذت قرارا ظننته الأفضل .. كنت أسير في طريق واضح المعالم لكني رفضت القيود ورحلت عنه .. اخترت طريقا أقل رونقا منه ومتشعب كثيرا حتى أنه بلا نهاية واضحة ولا أعلم إلى أين سيقودني .. ظننت أن معرفة دوري في الحياة أمر ممل .. لا أقول أنني مخطئة في اتخاذ ذلك القرار فلست أدري بعد فطريقي لم ينتهي لكني مللت العيش بلا هدف محدد ولا دور يحدد هويتي وبلا إشارات تدلني على الطريق الأفضل لأترك بصمة في هذا العالم ..
كل ما يسعني قوله الآن هو " إلهي ارني الطريق " ..

تعليقات

  1. السلام عليكم اختي الفاضله لا تعلمي كم اضافت لي هذه المقاله وكم سعدت بها .. اسال الله ان يجزيكِ عني خيرا تسعدين به طوال حياتك وبعد مماتك
    اخوك ،
    عبدالله سرالختم

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!