مراجعة فيلم: The Big Sick

 

مر وقت طويل منذ كتبت تدوينة هنا، رغم أنني كل شهر أخطط لذلك، وكنوع من الإحماء للعودة للتدوين كتبت هذه المراجعة الطويييلة لفيلم The Big Sick.

 

<a href='https://www.freepik.com/psd/flat-lay'>Flat lay psd created by freepik - www.freepik.com</a>


لم أكتب مراجعة لفيلم منذ 2013، ولعل السبب أنني توقفت عن مشاهدة الأفلام منذ سنوات!

 

لم يكن توقفي بدافع ديني، ليس في السنوات الأولى على الأقل، وإنما أصابني الملل والضجر من قضاء ساعات طويلة في البحث عن الفيلم الذي أريد مشاهدته على المواقع "الحرامية"، ثم البحث عن سيرفر مناسب، ثم تخطي كل تلك الإعلانات والمخاوف من أن يكون جهازي التقط فايروس أو اثنين، بالإضافة إلى الإنترنت السيء الذي نعاني منه منذ سنوات، لقد مللت ببساطة من قضاء هذه الساعات كلها لمشاهدة فيلم "مسروق" من ساعتين بالكثير!

 

ثم تناهى إلى ذهني -ولا أذكر بالضبط متى ذلك- أن ما أفعله من مشاهدة الأفلام على هذه المواقع ليست إلا سرقة، حتى وإن كانت الشركة المنتجة للفيلم كافرة أو تعادي ديني وبلدي يظل الفعل ذاته سرقة، والسرقة لمن لا يعرف كبيرة من الكبائر، ولم أكن أرغب في المجازفة بارتكاب هذه الذنب الذي تجرمه قوانين الدول المتحضرة وقد تصل عقوبته إلى التخمر في السجن. ومع هذا الإدراك الجديد اتخذت قرارًا بالتوقف عن مشاهدة الإعمال المسروقة أو قراءتها، وبعد مدة من الالتزام بهذا القرار أدركت أنني نجوت أيضًا من عرض جانبي لمشاهدة الأفلام وهو التعرض لكثير من المشاهد المقززة التي تستعرض بعبثية جانب الإنسان الحيواني، والذي تحب استخدامه الرأسمالية كثيرًا، ثم اكتشفت أنني يمكنني معرفة إذا ما كان أي فيلم قد أرغب في مشاهدته غارق في الحيوانية أم لا من خلال البحث عنه على موقع IMDb ومن قسم Parents guide يمكنني أن أعرف إن كان يحتوي على مشاهد عري، أو جنس، أو عنف، أو ألفاظ نابية، وإن كان العنف والألفاظ النابية لا يهمني وجودهما من عدمها.

 

ورغم توقفي عن مشاهدة الأفلام بشكل كبير، إلا أنني وعلى فترات متباعدة جدًا، قد أتهرب من فعل شيء ما -غالبًا مهم مثل اختبار- وأتوجه إلى التلفاز لأشاهد فيلمًا مجانًا -خاليًا من ال nudity و مشاهد ال sex لكن ليس تمامًا- على قناة MBC 2 المثيرة للجدل، وهذا ما حدث عندما تهربت من المذاكرة لاختبار مهم وذهبت لأستلقي على الأريكة أمام التلفاز مباشرة لأتحف عيني، عفوًا أقصد لأهين عقلي بمشاهدة فيلم The Big Sick أو يمكنكم أن تسموه The Big Suck.

 

تدور قصة الفيلم عن كميل الشاب الباكستاني الذي انتقل في طفولته مع عائلته للعيش في أمريكا، والآن بعد أن أصبح بالغًا وجد نفسه في صراع مستمر مع تقاليد عائلته ودينها لرفضه الزواج المدبر وسعيه لتحقيق حلمه بأن يصبح ستاند أب كوميديان وليس محاميًا كما توقعوا منه. الفيلم من كتابة الممثل الكوميدي كميل نانجياني وزوجته إيميلي في غوردون، ويفترض أنه يحكي قصة حياته وحبه لزوجته إيميلي مع الكثير من التغيرات.

 

لم أشاهد الفيلم من بدايته، وربما لم أكن لأكمل مشاهدته لو لم يشدني مشهد كميل في اليوم التالي لعلاقته الجنسية مع إيميلي يفرش السجادة في قبو بيت أهله -ولا أعرف حقيقة لماذا يصلون في القبو وليس في الصالون أو في غرفهم- بعد أن أرسلته أمه للصلاة، ثم يؤقت لنفسه 5 دقائق على فرض أنه سيستغرق هذا الوقت لو صلى حقيقة، وأقول لو صلى حقيقة لأنه لم يصلي بل قضى الوقت على جواله وفي فعل أشياء غبية أخرى وبعد رنين المؤقت، حمل السجادة، طواها وصعد ليتناول المثلجات مع عائلته ويستقبل الفتاة التي دبرت أمه لقائها على أمل أن يتزوجها.


مع هذا المشهد تساءلت لجزء لا بأس به من الفيلم متى سيعود كميل للصلاة؟! مفترضةً أن الفيلم يحكي قصة شاب تائه بين ما يريد وما تراه عائلته، مشوش لكنه سيحقق أحلامه في النهاية وسيعود أخيرًا للصلاة. لكني كنت مخطئة، لقد كان الفيلم عن شاب يزني، ويشرب الخمور، ولا يصلي، ناقم على دينه، ويواجه عائلته التي لا تعرف من الدين إلا تربية اللحية، ولها تقاليد صارمة بشأن الزواج بفتاة باكستانية يخلطها كميل عادة بالدين، أما عن الغاية من عرض قناة MBC2 لهذا الفيلم، فالقائمون عليها وحدهم يعرفون الإجابة؟ حسنًا ربما ليسوا وحدهم من يعرف، فهي ذات القناة التي شاهدت عليها تقريرًا غير مترجم عن بن آفلك يشيد التقرير بموقفه من الشذوذ ودعمه المستمر للشواذ!

 

أكتب اليوم عن هذا الفيلم لأنه حقيقة كان يحتوي على العديد من الإهانات المبطنة للإسلام، وأظن الكاتب الكوميدي كان يحاول من خلالها أن يظهر بمظهر الذكي الحاذق الذي "يصارع ثقافة عمرها 1400 سنة" -كما قال بالضبط  لخليلته إيميلي في الفيلم- وكيف انتصر عليها، فيما هو في الحقيقة يحاول أن يبرر قرار تركه للإسلام ويروج له من خلال سرد قصة حياته الأقل من عادية. ولا أقول أن مرض إيميلي "الكبير" كان أقل من عادي، لكنه كان مرضها هي، ومع ذلك كان الفيلم يدور حول كميل الكوميدي وليس إيميلي. هل أشم رائحة نرجسي هنا؟!



 


يركز الفيلم على محاولة أم كميل المتكررة تزويج كميل على طريقة الزواج المدبر الذي يرفضه تمامًا، ربما -من وجهة نظري المتواضعة- لأن هذا الزواج لا يبدأ بالمضاجعة آخر الليل في شقته، ربما، أقول فقط ربما! لكني حقيقة أشكر لكميل أن علمني ما هو الزواج الباكستاني المدبر إذا كان الزواج الباكستاني المدبر حقيقة كما صوره الفيلم. ففي الفيلم تدبر أم كميل موعدًا مع فتاة وتعزمها في اليوم الذي يحضر فيه كميل لتناول الطعام مع العائلة، تأتي الفتاة مع ما يشبه السي في وتقدمه لكميل -أجد هذا السيفي مهينًا من وجهة نظري لكن ما علينا- ثم تقضي بقية الأمسية مع العائلة، حيث يفترض بهم أن يتعرفوا عليها، وأن يقرر كميل إذا ما أراد أن يخرج معها في موعد آخر ومن ثم يتزوجها.

 

لكن كميل كان قد تعرف بالفعل على إيميلي الفتاة شقراء. بدأت علاقتهم أثناء عمله سائق أوبر، حيث قضيا معًا 5 ساعات منذ ركبت معه السيارة، تخللها مضاجعة، قبل أن تخبره إيميلي أنها غير مهتمة بالمواعدة. قد يبدو هذا غريب جدًا علينا نحن أمة الزواج التقليدي، أقصد أن تخلع فتاة بنطالها في المرة الأولى التي تقابل فيها أحدهم، وفي منزله، وعلى فراشه الذي يعلم الله وحده متى آخر مرة غسله وأي ممارسات سرية يؤديها عليه كل ليلة، ثم بعد كل ذلك تعلن له أنها ليست مهتمة بالخروج معه في موعد حيث سيتحدثان ويتعرفان على بعضهما! مع أن هذا الترتيب الغريب (مضاجعة، ثم تعارف، ثم حب) يبدو لي مألوفًا، أليس هو بالضبط ذات الترتيب الذي يرفضه أنصار الزواج عن حب؟ على كل حال أنتهى المطاف بكميل وإيميلي أن وضعا خطة تقتضي أن لا يتقابلا إلا كل يومين، وهكذا استمرا بالمواعدة لأشهر.

 

كميل الذي يرفض الزواج المدبر ويفتح شقته لأي عابرة سرير قد ترغب في قضاء الليلة، يجد أن إعفاء لحيته الذي تستمر أمه -التي لا ترتدي الحجاب- بالإلحاح عليه لفعله، أمرٌ اعتباطي، ويتساءل في حوار غني مع أخاه (أنا أتهكم هنا) من الذي وضع هذه القوانين. أعتقد أنه سؤال جيد جدًا سيد كميل، من وضع هذه القوانين "الاعتباطية" من وجهة نظرك؟ ربما لو أن السيد كميل قضى شيئًا من وقته في تعلم الدين قبل أن يتركه لعرف بالضبط من وضع هذه القوانين، لكن كميل لا يؤمن بتعلم القوانين قبل أن يخرقها، وأعتقد أنه أمر متعارف عليه -بين الدعاة على الأقل-: أن الذين لا يعرفون دينهم ولا يمارسونه هم أول من يتركه، ربما لأنهم ببساطة لا يعرفون إلا ما يقال لهم أو ما يرونه غالبًا من أشخاص في ذات مستوى جهلهم، أي أن ما يعرفونه من الدين لا يعدو عن كونه محض تقاليد مع شيء من الخرافات والبدع، وهؤلاء لا يمكن أن يُعتد بهم، فهم لم يكونوا مسلمين بداية ليقال أنهم تركوا الإسلام لاحقًا؛ إنهم فقط إكسسوارات براقة في حملات تشويه الإسلام.

 

وكميل لا يعرف الدين إلا من خلال أهله الذين أغضبهم في نهاية الفيلم رفضه الزواج بباكستانية أكثر من اعترافه بأنه لا يصلي ولم يصلي منذ سنين، أعتقد أن التقاليد تأتي عند البعض قبل الدين. لكن ما لا أفهمه حقيقة هو كيف أن ترك اللحية التي لا يهمها حقيقة ما تؤمن به ولا كم مرة ستحلقها فستجدها -شئت أم أبيت- كل صباح تحيك برؤوسها الصغيرة الخشنة، أقول لا أعرف كيف أن حلقها يبدو منطقيًا جدًا أكثر من تركه، كيف توصل كميل أنه من المنطقي منازعة الطبيعة وقضاء وقت مهدر كل صباح لحلقها والتعامل مع البثور المزعجة -التي ادعى أنها تظهر إذا ترك لحيته تطول- وتصبّغ البشرة وكل التفاصيل الصغيرة المزعجة المتعلقة بحلاقة الذقن كل يوم، والتي لا أعرفها بحكم أنني لا أملك لحية ــ كيف وجد ذلك أكثر منطقية من ترك الطبيعة تأخذ مجراها؟! أليس من الأسهل أن يعترف بأنه يجد نفسه أجمل بدون لحية (وإن كان هذا الأمر نسبيًا)؟! أليس هذا أكثر احترامًا من كتابة فيلم كامل يظهر فيه جهله وهو يتساءل فيه من قرر أن على الرجال أن يربوا لحاهم، ويشكك في الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى؟!

 

رغم أن اسم الفيلم The Big Sick إلا أنني عمدًا سأقفز من فوق مرض إيميلي الذي يفترض أنه غير حياة كميل وأنتقل إلى نهاية الفيلم حيث يحتدم صراع كميل مع أهله مع اكتشافهم أنه رفض فتاة باكستانية "مرغوبة"، وبعد أن تُعدد أمه عليه تضحياتها ووالده من أجله منذ أن هاجرا من باكستان إلى أمريكا، تخبره أن كل ما تريده منه هو أن يكون مسلمًا صالحًا وأن يتزوج فتاة باكستانية، وهنا يواجههم كميل  بسؤالهم: إن كانوا لا يريدون عيش الحياة الأمريكية ويصرون على التمسك بثقافتهم الباكستانية/ الإسلامية فلماذا جاؤوا لأمريكا؟

 

هيييه يا كميل يبدو أنك لا تعرف صعوبة البحث عن لقمة العيش في بلدك، يبدو أنك لم تسمع يومًا بأن الجوع كافر، يبدو أنك تعتقد أن العالم كله يدور حول حلمك بأن تصبح ستاند أب كوميديان وتنسى أن في العالم من يحلم بأن يضع رأسه على الوسادة شبعان وآمن، من يحلم بأن لا يضطر للاختيار بين لقمة العيش والدراسة، أو أن يخير أولاده، من يحلم بأن لا يقضي حياته كلها حمّالًا حتى ينكسر ظهره ولا يجد من يطعمه. وفي المقابل يبدو أن ثقافة الجنس من النظرة الأولى تعجبك كثيرًا؟ أقصد لو افترضنا أنك تمارسه بحذر وأمان فليس كل عابرة فراش خالية من الأمراض الجنسية كما تعلم، وهذه مشكلة لن تجدها في ثقافة تحمي النفس والعرض والنسل، فالناس في هذه الثقافة لا تتوفر لهم فرصة نقل أمراضهم بعشوائية وهمجية حيث ما قادتهم غرائزهم المتفلتة. ودعنا لا نتحدث عن الأمراض النفسية التي قد يحملها عابروا الأسرة من هوس وجنون وحب تملك ..إلخ.

 

لا أعرف ما هو تعريف المسلم الصالح من وجهة نظر أم كميل عدا عن كونه ذا لحية، ولكني أعرف أنه أغضبها رفض كميل للزواج بباكستانية أكثر من تركه للصلاة لذلك قررت طرده من العائلة على غرار طرد قريب لهم لأنه تزوج فتاة شقراء، ولكن كميل المغوار يرفض أن يُطرد، ويفرض نفسه على العائلة، ثم ينتقل لنيويورك بعد أن ترفض إيميلي التي نجت من الموت إكمال علاقتها معه، ليتابع حلمه في التهريج على المسارح. وقبل سفره يأتيه والده وأمه الغاضبة في السيارة ليسلّمانه حافظة برياني صنعتها أمه له، ويودعه والده غير المسموح له بمعانقته. ماذا عن الصلاة؟ ليست مهمة حقيقة طالما أن الولد يتنفس ويأكل ويبدو في صحة جيدة، أليس هذا كل ما يطمح له الأهل لو استثنينا أن يكون مسلمًا صالحًا ذا لحية ؟!


 

ربما يجدر بي قبل أن أختم المراجعة أن أعرج على بضعة جوانب تقنية هنا وهناك:

الصراعات في الفيلم كانت واهنة إلى درجة كبيرة، ولم يبدو لي أن كميل كان في صراع حقيقي مع عائلته أو مع دينه، لم يكن أكثر من مجرد شاب مستقل يعيش حياته كيفما شاء ومن فترة إلى أخرى "تنق" عليه أمه بشأن لحيته، وتدبر له مواعيد مع فتيات لا يريد حتى التفكير فيهن. من ناحية أخرى كانت الفجوة التي يروج لها الفيلم بين ثقافته وثقافة إيميلي شبه منعدمة، مع أنها من المفترض أن تكون السبب في انتهاء علاقتهم. تمثلت هذه الفجوة فقط في اكتشاف إيميلي أن كميل لم يخبر أهله عنها خوفًا من ردة فعلهم، لذلك ما زالت أمه تدبر له مواعيد مع فتيات باكستانيات. بحسب علمي فإن الثقافة الأمريكية المعاصرة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات لا تلقي بالًا للأهل ولا لرضاهم عن شركاء أبنائهم من عدمه، بل ولا حتى لمعرفتهم بالعلاقة من عدمها، فلماذا انفطر قلب إيميلي، ولماذا أخذت تكرر بأن علاقتها بكميل كانت مليئة بال red flags وهو شيء لم يظهر في الفيلم، لم يكن هناك ريد فلاقز كما ادعت باستثناء تملصه من مقابلة أهلها.

 

ومن جهة التمثيل فلم يكن تمثيل كميل مقنعًا، كان فيه شيء من البرود خاصة مع مرض إيميلي، وكأن علاقته بها كل تلك الأشهر كانت عابرة، حتى عندما عرف بوضع إيميلي الخطر ومرضها الشديد واضطراره للتوقيع على قرار وضعها في حالة غيبوبة لم يبدو متأثرًا، هل كان يفترض بهذا الأداء أن يوصل لنا أنه لم يكن أكيد من علاقته بها؟ أم أنه مزيج من سوء صنعة الشخصية مع سوء تمثيل.

 

أما  الحوارات فقد كان جزء كبير منها عشوائيًا جدًا، وبعضها لا يعدو عن كونه ثرثرة، ولا يضيف شيء لأي قضية، وأستثني من ذلك عندما يخبر كميل صديقه بأن عليهم مصارحة زميلهم بأن نكاته مبتذلة ومكررة، وفي اللحظة التي يمر بجانبهم صديقهم ذاك بعد انتهاء عرضه يبدؤون في مديحه ومديح عمله! ثم يبرر صديقه بأنهم ضعفاء! يظهر هذا الموقف والحوار تجنب كميل للمواجهة ومن ذلك مواجهة أهله، كما يظهر أيضًا مستوى أخلاقياته، فقد تعتقد أن شخصًا يرفض تعاليم الإسلام يمكن أن يأتي بمنظومة أخلاقية أفضل، لكن لا، إنه مجرد تعارض بين الحياة التي تريد عيشها بلا قيود أو عواقب وبين منظومة متكاملة لا تتعامل معك بوصفك فردًا فحسب بل أيضًا بوصفك جزء من مجتمع أكبر قد يتجاوز حدود الزمن والمكان.

 

أُقحم الإرهاب وداعش بضع مرات في الفيلم، ولعل ذلك لأن كميل وزوجته أرادا أن يربطا الإرهاب بالإسلام بطريقة ملتوية ويجعلا ذلك جزء من معاناة كميل مع دينه وثقافته، أو ربما أراد كميل فقط أن يتحدث عن تجاربه الحياتية بصفته باكستاني يظهر عليه جليًا أنه باكستاني، من يدري فقط كان الفيلم all over the place.

 

الحديث عن داعش يذكرني بالترجمة الغريبة للفيلم، ولا أعرف من الجهة المسؤولة عن الترجمة، ربما كان ذلك سيفسر لي القرارات الغريبة التي اتخذوها في ترجمة الفيلم، مثلًا تُرجمت ISIS إلى "جماعة" ولم تترجم إلى داعش التي لم يبقى شخص على وجه الأرض لا يعرفها. في سياق آخر أسقطت الترجمة حديث كميل عن اعتباطية تربية اللحية ولا أعرف لماذا هذا القرار، ربما المسؤول عن الترجمة لم يرغب أن يظهر توجه الفيلم الصريح ضد الإسلام، لكن لماذا تجنب ذكر داعش؟

 

هذا ليس السؤال الأهم، السؤال الأهم لماذا عرضت MBC2 هذا الفيلم؟ من الفئة المستهدفة التي تريد أن تمتعهم بهذا الفيلم؟ من الفئة التي تريدها أن تشعر بانتماء لقصة هذا البطل المناضل؟ من تريد أن تلهم بهذا الفيلم؟

 

لم أدعم يومًا حملات مقاطعة MBC مع يقيني برداءة محتواها وقبح النوايا الخفية خلف ما تقدمه، ربما لأنني لا أريد أن أكون منافقة وأنا لست المسؤولة عن تلفاز العائلة وقنواته، وليس بيدي أن أقرر أي القنوات ستبقى وأيها يجب أن تحذف، مع العلم أننا لا نجتمع على التلفاز إلا نادرًا، ولكني رأيت مع هذا الفيلم بعيني شيئًا مما يدركه المنادون بمقاطعة مجموعة القنوات المريبة. ولأكون صادقة ليست هذه المرة الأولى، فقد رأيت من قبل مقطع ليسرا في برنامج "الدنيا علمتني" على MBC تتحدث فيه عن مشهد بوستها الأولى وغضب والدها منها في سياق المناضلة من أجل الأحلام.

 

وهذه التدوينة الطويلة كانت شيء من المناضلة من أجل العودة للتدوين وكتابة أفكاري التي تضطرم في رأسي كثيرًا وأعاقبها بإخمادها. فلا تكونوا مثلي وتخمدوا أراكم عن التدوينة، شاركوني إياها في التعليقات، وأخبروني بأفكاركم حول الفيلم وترجمته.

 

 

 

 

 

تعليقات

  1. التدوينة بشكل عام رائعة أنتقالك بين المواضيع كان سهلًا وسلسلًا ومترابط لم أشعر بالنفور أثناء القراءة أو قفزات مضحكة، أَما بنسبة لموضوع التدوينة فقد شاهدت إعلان الفليم المذكور من قبل وكنت متوجسة منه وأذكر انه ربما كان لدي أمل بسيط بعودة البطل للطريق الصحيح لكن يبدو أن الكاتب أراد بعض الحب من هوليوود، أما قناة أم بي سي فحثالة، شكرًا لك على جمال التدوينة التي تبدو مثالية بنسبة لي فتوقفي عن أخماد أفكارك

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!