المشاركات

عرض المشاركات من 2012

ذكرياتي وفراخ الدجاج (3)

صورة
‏10‏/09‏/2012 ‏5:50 م في الصيف الماضي كنت أقضي وقتا طويلا واقفةً أمام النافذة أراقب دجاج أبي وأحاول عدها .. في كل فجر أحاول عدها ولم أتمكن من معرفة عددها بشكل دقيق ... وعندما أقنعت أختيَ بالتسلل فجرا لعد الدجاج فشلنا في الدخول عليها فهي تنام مع الخراف وسيصعب علينا دخول الحظيرة المظلمة من غير أن نوقض أحدهم وعدتُ والخيبة تمتطي صباحي ... لم أتعب نفسي بعد الدجاج هذا الصيف فقط أصبحت كثيرة جدا وكلها صغار الحجم وكأنها مجموعة من المراهقين ... وكلما صاحت الديكة بدى صوتها مزعجا وكأنها فتية يمرون بمرحلة البلوغ بأصوات مضحكة ... وتبقى لدي أمنية لأختم بها ... أتمنى أن أتمكن يوما من مطاردة هذه الدجاج كما كنت أفعل وأنا صغيرة ... وكما كانت تفعل الدجاج عندما أحاول اختلاس أحد صغارها فتهب خلفي قبل حتى أن أصل إليهم ... لعل هذه الأمنية تتحقق قبل أن تفنى دجاجة أبي البيضاء المكتنزة ... كم هي مضحكة وهي تركض لم أرى دجاجة أسمن منها رغم أنها لم تكن سوى فرخ ملون السنة الماضية واليوم هي أم لأغلب الدجاج المراهق ... أريد حقا أن أطاردها كما تفعل الحملان الصغيرة عندما تراها أول مرة ... لكل الفراخ الت

ذكرياتي وفراخ الدجاج (2)

صورة
لم يكن الفرخ الذي دفنته أنا وأختي الأول ولا أظنه الأخير الذي يجلبه أبي للمنزل ... عندما كنت صغيرة استيقظت يوما في الصباح والجميع نيام وعندما دخلت المطبخ لم أتمكن من تجاهل ذاك الصوت الحاد تويت تويت تويت ... كان يدعوني لأجده ... يريد أن نصبح أصدقاء ويريد أن يسعد يومي ... يغريني لأبحث عنه وبحثت كثيرا ... تقريبا في كل مكان في المطبخ ولم أجده ... أنا لا أستسلم بسهولة وهكذا ولدت وفي ذلك اليوم بحثت طويلا عنه ولم أجده ... كنت قد غفلت عن أحد الأدراج لأنني لم أتصور أن أحدهم قد يخبأ فرخا بداخله ... وعندما استيقظت أمي أخرجته من الدرج وكان حقا أمر لا ينسى ... ورغم أنه أسعدني وجود الفرخ لكنها ليست سوى مرة من مرات عدة يحضر فيها أبي فراخ الدجاج لنشاهدها تموت ... مجددا وبعد عدة سنوات وفي عصر يوم مشمس سلمني أبي فرخ صغير وكلفني الاعتناء به ... كنت سعيدة وأنا أطعمه وألعب معه وأحمله بين يدي الصغيرتان والشمس ترقبنا وتلون نهاري بسعادة طفولية حتى حانت نهايته ... نعست عيناه المنتفخة وتثاقل جسده ولفظ أنفاسه أمام ناظري ... وأنتصر الحزن في نهاية ذلك النهار علي ... لقد تناول الصغير كمية قاتلة من سم كا

ذكرياتي وفراخ الدجاج (1)

صورة
قبل عدة أيام دفنت أنا وأختي الصغيرة فرخ دجاج صغير كان أبي قد أحضره في اليوم السابق لوفاته وهو لا يزال في بيضته يصارع قشورها العنيدة ... ولأن أبي رجل فضولي يحب الحيوانات كثيرا لم يتوانى عن محاولة مساعدته وهكذا أحضره للمنزل بحجة أنه عجز عن أخراج نفسه من داخل بيضته ... أنتزع أبي قشور البيضة وحرر الصغير ليلقى مصرعه فاليوم التالي ... كان مبتلا وضعيفا قبل أن نذهب للسوق ونعود وقد جف ريشه الجميل وأصبح منظره لطيفا لكنه كان صغيراً جدا ولم يتمكنوا من إطعامه فمنقاره كان يبدو مكسورا كما أن قدمه تبدو غريبة وكانت تعيقه عن الحركة ... لعل حالته تعود لكون والدي هو من أخرجه من البيضة وليس هو ...   في صباح اليوم التالي ألقيت عليه نظرة وكان في حالة يرثى لها وتمنيت حقاً لو أن أبي تركه يواجه قدره عند والدته أو لو كانت عندي الشجاعة الكافية لأنهي معاناته وأحمي أختي الصغيرة من آلم مشاهدته يحتضر كما فعلت الممثلة Kyra Sedgwick في فيلمها loverboy   عندما حطمت الطائر الجريح بالصخرة وقتلته لكي لا يعاني صغيرها من رؤيته وهو يموت ... لم أمتلك الشجاعة لقتله ولا الشجاعة لمشاهدته يموت لكني امتلكت البعض منها

التغيير ...

صورة
أنا لستُ ضد التغيير بل بالعكس أحب التغيير دائما للأفضل ... لكن عندما يكون التغير لأن شخصا* يهمني أمره ورأيه بي ولكن لا يعجبه ما أنا عليه ولا تعجبه شخصيتي ... هنا يكون التغير مؤلما وكريها ... أكرر قولي أنا لستُ ضد التغيير لكنني أدركتُ مؤخرا أن الغربة التي أعيشها لأنني تغيرتُ كثيرا لا تزعج أحدا غيري ... لقد تغيرتُ لأن شخصا مهما بالنسبة لي لم يكن راضيا على أغلب حالي ... والآن أصبحتُ شخصا لا يشبهني ولا زال لا يرى سوى ما يكره أن يراه بي ولا زال لا يعجبه أغلب حالي ... تركتُ كل ما يكره أن أفعله مع أنه كان جزءً من شخصيتي ومن ثقافتي ... وفعلتُ ما يحب أن أفعله حتى شعرتُ أنني أكْبَر بسنين عن عمري الفعلي ... تغيرتُ كثيرا لكن للأسف لا زلتُ في نظره ذالك الشخص الذي يكره أغلب ما فيه ... مارستُ الكثير من التغيير في حياتي وأنا راضية عن كل ما فعلته تقريبا وفخورة بنفسي ... لكن هذه المرة مختلفة ... لستُ راضية بل أشعر أنني أرتدي ملابس ضيقة لا تناسبني ... محشورة فيها لكي أرضي أحدهم ... عندما تتغير لأجل شخصا ما ولا يلاحظ هذا التغيير في وقت يدعي فيه أنه يعرفك

لورد الذباب ...

صورة
 رواية لورد الذباب للكاتب وليم جولدينج من أكثر الروايات التي قرأتها روعةً وإحباطا في ذات الوقت ... في البداية الرواية تتحدث عن مجموعة من الأطفال سقطت بهم الطائرة على جزيرة مهجورة ليجدوا أنفسهم أمام تحديات العيش في بيئة جديدة وخطيرة ... يدرك الصغار أنهم لوحدهم وليس معهم أي من البالغين وأن عليهم الاعتناء بأنفسهم   ... فيتخذون أول خطوة وهي التصويت لاختيار قائد لهم وتكوين مجتمع ينصاع لقوانين يشرعها القائد ... يعيش الصغار في الرواية صراع بين رغباتهم في العيش بحرية ووحشية دون الانقياد للقوانين التي تذكرهم بالمدنية والتحضر وبين الشعور بضرورة البقاء على الصورة المتحضرة التي جاؤوا عليها ... ينتهي الصراع فالنهاية بأن يتم إنقاذهم من الجزيرة اللتي بدأت بالاحتراق بعد أن تحررت الوحشية والهمجية بداخل الصغار وأقاموا حملة مطاردة لأخر فرد بقي متمسكا بالحضارة وقوانينها بعد أن تخلصوا من صاحبيه ... بعد أن انتهيت من قراءة هذه الرواية لم أستطيع منع دموعي من الانهمار ... أدرك أنها مجرد خيال لكن فكرة أن يتحول مجموعة من الأطفال إلى قتلة همجيين أثارت الرعب بداخلي وأحزنتني كثيرا ...