ذكرياتي وفراخ الدجاج (2)


لم يكن الفرخ الذي دفنته أنا وأختي الأول ولا أظنه الأخير الذي يجلبه أبي للمنزل ...

عندما كنت صغيرة استيقظت يوما في الصباح والجميع نيام وعندما دخلت المطبخ لم أتمكن من تجاهل ذاك الصوت الحاد تويت تويت تويت ... كان يدعوني لأجده ... يريد أن نصبح أصدقاء ويريد أن يسعد يومي ... يغريني لأبحث عنه وبحثت كثيرا ... تقريبا في كل مكان في المطبخ ولم أجده ... أنا لا أستسلم بسهولة وهكذا ولدت وفي ذلك اليوم بحثت طويلا عنه ولم أجده ...

كنت قد غفلت عن أحد الأدراج لأنني لم أتصور أن أحدهم قد يخبأ فرخا بداخله ... وعندما استيقظت أمي أخرجته من الدرج وكان حقا أمر لا ينسى ...

ورغم أنه أسعدني وجود الفرخ لكنها ليست سوى مرة من مرات عدة يحضر فيها أبي فراخ الدجاج لنشاهدها تموت ... مجددا وبعد عدة سنوات وفي عصر يوم مشمس سلمني أبي فرخ صغير وكلفني الاعتناء به ... كنت سعيدة وأنا أطعمه وألعب معه وأحمله بين يدي الصغيرتان والشمس ترقبنا وتلون نهاري بسعادة طفولية حتى حانت نهايته ... نعست عيناه المنتفخة وتثاقل جسده ولفظ أنفاسه أمام ناظري ... وأنتصر الحزن في نهاية ذلك النهار علي ... لقد تناول الصغير كمية قاتلة من سم كان ملقى على أرضية غرفة المعدات والتي كانت دائما مفتوحة لصغار الدجاج لتلتهم السم وكان هو آخر من مات منها وأول من مات بين يدي ولعله كما آمل أخرهم ...

 

 ,,, يتبع ,,,
 
 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحنين وأشياء أخرى في رسالة

عن بغلة القبور

الرابط العجيب بين نشر إيران للتشيع، وغسيل إسرائيل الوردي!